بقلم _حنان محمد
في أحد مسارح الماريونيت يبدأ العرض وتتمايل إحدى الدمى وتتراقص لترضي الجماهير، أما في الخفاء وراء تلك الستائر يتحكم بها شخص آخر يحركها حيثما أراد، ترتسم على شفتيه ابتسامة رضى؛ لأنه يحقق حلمه و يلبي غرض جماهيره، لا يعبأ إلى تلك الدمية المغلوب على أمرها كم أنهكتها تلك الخيوط اللعينة ، لا تقوى على التحرك فى أي مسار آخر سوى ما رُسم لها، ليس لديها حق الاختيار، تتمنى لو تستطع أن تمزق تلك الخيوط، لكنها تخشى الفشل في التحرك بمفردها، تخشى أن يكون ذلك الشخص على صواب وأن مصيرها الصحيح ما خططه لها .
ذالك المسرح هو عالمنا والجماهير هي مجتمعنا والمتحكمين بالدمى هم الآباء، أما عن الدمى فهم أبنائنا الذين طمسنا أحلامهم في سبيل أن نحقق أحلامنا التى فشلنا نحن في تحقيقها، نفرضهم على إكمال مسيرنا ولا نعبأ بطموحاتهم و أحلامهم، هم ليسوا بحاجه إلى أن نقيدهم بتلك الخيوط أو نسبقهم بخطوات ليتتبعوا خطواتنا كما هي دون انحراف بل بحاجة أن نسبقهم بخطوه لنمهد لهم الطريق في سبيل تحقيق أحلامهم فهم ليسوا دمى راقصة أو مرآة ينعكس عليهم أحلامنا.
رئيس مجلس إدارة جريدة القاهرية