القاهرية
العالم بين يديك

حينما تُتيهنا أحلامنا

337

بقلم- مودّة ناصر

حينما يغدو المرء مُستنكرًا لأحلامهِ عليه، ليس لأنها باتت لا تُشبهه، لكنّها لم تأتي إليه. كانت خطاهُ المُوجَّهةُ نحوها تُبعِدُه عنها بنفسِ القدر. لم ترضَ به رغم حبِّه لها قبل أن يلقاها.

لا أعلم أيَّ شعورٍ واجبٍ على المرء أن يُكابده حينها؟ أالحزنُ على ما فاته قبل أن يلتقيه؟، أم تسخير قلبِه المُنهك -حينها- في تحويل الحُبِّ المُدَّخرِ كُرهًا ونفورًا؟

لأنك لا تقبلُ أن تُهزم حتى أمام ما تُحِب، ولأنك مُقيدٌ بالبُعدِ رغم فضاءِ الدنيا حواليك، تريدُها ولا تأتي إليك. هل مِن الخبَلِ أن تأمَل مُجددًا بحُلمٍ جديدٍ، علَّه يأتي فيربِّتُ على كتفيك قائلاً: “لا عليك”؟

الرغبةُ تأتي جُملةً واحدة وتذهبُ جملةً واحدة، ولا أُحسِنُ الاتيان بها متى شئتْ وكيفما شئت. إنها تُباغتنا بالرحيلِ كما الاتيان، تذهبُ على بساطِ الأحلام فتحلّق بعيدًا ولا نراها. يكفي أن نعلّقَ أعيننا تجاه أثرها علّنا نلمح طيفها.

يقولُ تميم: “بعض المعاركِ في خُسرانها شرَفٌ مَن عاد مُنتصِرًا من مِثلها انهزما” عزيزي صدقتَ، لكن ماذا عن معاركٍ لا يكفيها كونك خاسرها وحسب؟. تشعرُ وكأنك أسيرُها. الحلمُ قفصُك، والرغبةُ طائرٌ حلَّق -بعيدًا -حاملاً مفتاح ذاك القفص.

قد يعجبك ايضا
تعليقات