بقلم _السيد عيد
لم يكن ارتباطي الحميم بالقلم الرصاص ارتباطا إستثنائيا فكان شغفى بالكتابة بالقلم الرصاص منذ الطفولة .
ألتقط القلم الرصاص وأمعن النظر فيه لاستخدم المبراة وكلما نبري أكثر يصغر القلم أكثر وأكثر، وبالرغم من ضآلة القلم، إلا أننا صامدون في إكمال الكتابة لاسيما يتعذب القلم الرصاص، لكنه يخرج من المبراة حادا أكثر اقوى من الرصاص لذلك عليك أن تتعلم أن الاقلام الحرة مثلها مثل طلقات الرصاص التى تخيف الفاسدين الذين استغلوا مناصبهم.
كم من قلم رصاص يصيب و يسلط الضوء علي سلبيات تستحق التغيير وكم من قلم رصاص قد يطيح بمسئول فاسد استغل منصبه و جعل مكاسبه شخصية له ولذويه دون سواه لا حسيب ولارقيب ولا رادع فانشغل بأولوياته مع ان مسؤوليته في الاساس القيام بحق رعيته.
وكم من قلم رصاص قد يخطأ فينتشر الرصاص من كل حدب وصوب على وسائل التواصل الإجتماعي ويصبح وسيلةً للتشويق والإثارة ونشر الاشاعات و تصفية الحسابات و اغتيال الشخصيات والإساءة للناس. بل إن الكثير لا يفرق بين معنى حرية التعبير و الإساءة للأخرين فينطلق الرصاص ليصيب الأبرياء لأن الكلمة كالطلقة لاتسترد .
لكن رغم ذلك بعضنا مثل القلم الرصاص عندما يخطىء يتحمل أخطاءه و يعترف ليمسح أخطاءه بممحاة القلم ليكتب من جديد …
فمن لا يخطىء لا يتعلم، و من لا يتعلم من أخطاءه سيأتي
عليه يوم و تنتهي ممحاته و لن يجد ما يمحو أخطاءه
أتوقف عن الكتابة على غرار ما نفعله مع أمور شتى،فقد ترمينا الحياة على قارعة الطريق لأعاود الكتابة لنكمل مشوار حياتنا في هذه الأرض واضعين نصب أعيننا هدفاً جليلا وعلاقة مثمرة مع بعضنا البعض ليظل القلم الرصاص أقوى من الرصاص.
رئيس مجلس إدارة جريدة القاهرية