القاهرية
العالم بين يديك

خلاف التنوع سنة كونية،والاجتهاد مطلب شرعي.

96

كتب_د.فرج العادلي

نعلم يقينًا أن الله _جل وعلا_ كان يعلم أن ابن عباس _رضي الله عنهما_ سيقرأ القرآن، وسيفسر كلمة قرء بمعنى الحيض.

والشك في ذلك كفر _عياذًا بالله تعالى_.

كذلك نعتقد اعتقادًا جازمًا أن الله _جل في علاه_ كان يعلم أن ابن عمر _رضي الله عنهما_ سيفسر نفس الآية بمعنى الطهر.

والشك في ذلك كفر أيضًا.

إذن لمّا علم الله _سبحانه_ أن الخلاف بينهم في هذه المسألة واقعٌ لا محالة، وأنه سيترتب عليه أحكام في الطلاق، والرجعة، ويتفرع عن هذا الخلاف مسائل كثيرة، ومذاهب عديدة ستتبارى فيما بعد في نصرة كل قول من القولين إلى يوم القيامة فلماذا لم يقل _سبحانه وتعالى_ «يتربصن بأنفسهن ثلاث حيضات، أو ثلاثة أطهار » ويُحسمُ الخلاف للأبد؟

والإجابة عليه: لأن الاجتهاد مطلبٌ أو مقصدٌ من مقاصد الشرع الحنيف، حتى جعل صاحب الشريعة الغراء لمن أخطأ بعد اجتهاده أجرًا، وذلك من باب تشجيع المتخصصين على الاجتهاد، والسعي الحثيث، والعمل الدؤوب مع عدم خوف العاقبة، شريطة أن يكون الاجتهاد ممن ملك أدواته.

_ كذلك يدل على عدم التعصب الأعمى، والفرقة المذمومة، والتقاطع والتدابر من أجل رأيٍ خالف رأيك.

 

فعلينا أن نتقبل الآخر بصدر رحب، وبقلب كبير، وعقلٍ مستنير.

قد يعجبك ايضا
تعليقات