القاهرية
الرواية العربية الواقعية السحرية هي أسلوب سرد أدبي مبتكر يجتمع بين ما هو واقعي وما هو خيالي سحري غير مألوف، نتج بسبب دخول العالم مرحلة التطور والتكنولوجيا، مما أدى ذلك إلى خلق واقع مغاير يجمع بين المتناقضات مثل: (التقدم/ التخلف، الحرب/ السلام، الأمن/الخوف، العلم/الجهل، الغنى/ الفقر). و هذا ما حير الأدباء في اختيار الخطاب السردي الأنسب المعبر عنها محاولين تقويض هذا الواقع، وخلق واقع جديد خال من العنف والاضطهاد، وكل الاختلالات، وذلك بالاعتماد على تقنيات سردية جديدة تكسر نمطية الخطاب الروائي التقليدي. للواقعية السحرية عدة مرادفات في الأجزاء المختلفة من العالم، منها: واقعية السحر، والواقعية العجائبية، والواقعية المجنونة، والخطاب، والكتابة الخلالية، وغير الواقعية، والواقع المذهل، والمذهب السحري، والواقع الرائع، ومكوندو، والواقعية الصوفية، والواقعية الأسطورية، والموجة الجديدة، والكتابة ما بعد الحداثة، والسحر الواقعي، والواقعية الاجتماعية.
ظهرت الواقعية السحرية فعليًّا في الأدب العربي، قبل ظهور مصطلح الواقعية السحرية، والذي صاغه الناقد الألماني فرانس رواه لأول مرة عام 1925م، فالجذور التراثية العربية تمنحنا الحق في أن يكون لنا باع طويل في الواقعية السحرية، وتظهر تلك الجذور في كتب وأعمال قديمة كثيرة، منها مثلًا: حكايات ألف ليلة وليلة التي جُمِعت وتُرجمت إلى العربية خلال العصر الذهبي للإسلام. بالإضافة إلى كتاب التيجان في ملوك حَميَر، والسير الشعبية عجائب الهند، ورحلة السيرافي، و مجموعة قصص الأنبياء، وقصص القرآن، وكتاب الأغاني…وغيرها الكثير من الكتب التي تفتح المجال للخيال دون أية عوائق، وتغوص في ميادين وعوالم غريبة ومدهشة