القاهرية
العالم بين يديك

همسات الذكريات

287

بقلم – قمراَلنميري

اِعْتَادَتْ رُوحِيٍّ اَلسَّفَر ;
فِي مُحِيطِ اَلذِّكْرَيَاتِ اَلْهَائِمَةِ;
عَلَى شَطَّ اَلْأَحْزَان;
لِأَمْسَح بَعْضًا مِنْهَا ;
حَيْثُ أَحْمِلُ فِنْجَان قَهْوَتِي;
اَلْفَرِيدَة اَلْأَصِيلَة هَذِهِ اَلْمَرَّة;
كَانَتْ قَاتِمَةً حَالِكَةً ;
سَكَنَهَا اَلسَّوَادُ ;
تَتَنَكَّرُ وَتَتَلَوَّنُ ;
عَلَى وَقْعِ اَلْوَجَع ;
وَحِكَايَةِ اَلزَّمَانِ ;
مُوسِيقَى اَلْحُزْنِ تَأْسرُنِي ;
تُثْلِج قَلْبِي مِنْ اَلتِّيهِ ;
وَلَيْلٍ عَاتِمٍ يُخْفِي نَحِيبًا مَرِيرًا;
فَرِوَايَتَيْ صَغِيرَة ;
وَوَجَعِيَ كَبِير ;
وَفِي اَلْعَيْنِ دَمْع مُنْحَبِس ;
يَشْكُوهُ اَلْفُؤَادُ ;
لَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَصْرُخَ ;
لَكِنْ أَتَنَهَّدُ وَفِي كُلِّ تَنْهِيدَةِ;
أَلْفِ اِنْكِسَارٍ ;
فَهُمْ لَا يَرَوْنَ أَوْجَاعِي ;
وَأَنَا لَا أُعَبِّرُ بِالْكَلَامِ ;
وَحِينِ اُصْمُتْ;
لَا يَعْنِي أَنَّنِي لَا أَتَكَلَّمُ;
يُرَاقِصُنِي اَلْوَجَعُ ;
عَلَى إِيقَاعِ اَلْمَاضِي ;
لَكنَّني أَبْقَى صَامِدَةً ;
لَا أَتَغَيَّرُ حَتَّى وَإِنْ سَرَقُوا ;
مِنِّي حَيَاتِي . . . وَأَحْلَامِي . . .

وَسعَادتي . . . وَابْتِسَامَتِي …..;
رَغْمَ ذَالِكَ لَازَالَ قَلْبِي ;
بِالْحُبِّ …وَالْأَمَلِ …وَالتَّفَاؤُلِ… يَتَعَطَّرُ ;
تَجَاوَزَتْ مِنْ خِلَالِهِمْ اَلْخَوْفُ ;
مَا عُدَّتْ كَمَا كُنْتُ سَابِقًا ;
أَتَأَثَّرُ . . . . وَأَتَأَلَّمُ . . . ;
نَعمَ إِنَّنَا نَتَغَيَّرُ;
تَغَيُّرُنَا اَلْكَلِمَات . . . وَالْمَوَاقِف . . . . .
لكِن نبقَى كَما نحن بالحُب نتعطّر
فَذِكْرَيَاتي أَرَاهَا تَطْفُوا عَلَى فِنْجَانِي;
تَغُوصُ فِي أَعْمَاق رُوحِي;
أَرَاهَا تَتَأَرْجَحُ بَيْنَ اَلْمَاضِي وَالْحَاضِرِ ;
تَائِهَةٌ هَمَسَاتِي ;
بَيْنَ كَلِمَاتِي وَفِنْجَانَي ;
وَتَقَلُّبَاتُ اَلْأَزْمَانِ حَائِرَةً;
بَيْنَ أَوْجَاعِ اَلتَّأَمُّلِ ;
وَمَرَارَةِ اَلتَّفْكِيرِ;
عِنْدَهَا أَدْرَكَتُ وَاِتَّخَذَتُْ اَلْقَرَارَ;
أَنَّ أسكب  قَهْوَتِي اَلْمَرَّةَ ;
لَأخلطهَا بِحَبَّاتِ اَلسُّكَّرِ ;
وأتَذُوقَهَا بِطَعْمِ اَلْحَيَاةِ اَلْوَرْدِيَّةِ;
وَأَرْسمهَا نُورًا وَضِيَاءْ ؛ وآمل بغد أجمل .

 

قد يعجبك ايضا
تعليقات