القاهرية
العالم بين يديك

براءة قلب 2

142

 

بقلم _ نهال يونس

الضعف الإنساني ليس هزيمة ،ولا خطيئة ،هو في الحقيقة طبيعة ،خُلق الإنسان ضعيفا يحتاج من يحترم لحظات ضعفه في مرحلة ما فيكون بحاجة إلى قلبٍ يتفهم وروحٍ تعانق روحه لتمر لحظات الضعف بسلام ،هناك أشياء كثيرة في طبيعتنا الإنسانية تجعلنا نشعر بالتجاذب والتنافر بلا دافع ،ولو تعمقنا بحثا عن تفسير غالبا لا نصل لنتيجة،علي سبيل المثال أنه إذا تلاقت الأرواح في الدنيا ائتلفت واختلفت بحسب ما خُلِقت عليه فيميل الأخيار إلى الأخيار ،ويميل الأشرار إلى الأشرار ،ويحدث ذلك بلا سابق معرفة ،ولا اختيار.
هذه الطبيعة لا تتعارض مع كون قلوبنا تخطأ أحيانا وتميل إلى من لا يشبهها ،وحين نكتشف ذلك نشعر بالندم ،أو أننا نتغاضي كثيرا ونغمض أعيننا عن دلائل كانت ستكشف لنا حقيقة الأمر ،أو تخدعنا حلاوة البدايات ،وتسرعنا في إطلاق أحكام نظرا لإرتفاع سقف الأمال والأمنيات ،ولذلك في علاقاتنا لا يخلو الفرد منا من أشواك تحيط به ،وغيرة ولكن لن يحصل على الدفء مالم يحتمل وخزات الشوك والألم ويتناسي ويبحث عن الشفاء،الكمال ليس من سماتنا الإنسانية فلا تبحث عنه وتقبل أنه لايوجد شخص بلا عيوب لذا من إبتغى صديقاً بلا عيب عاش وحيداً ،فتقبل العيوب لأنها من مظاهر الضعف الإنساني ،مدي تحملك يمثل مدي قوتك ،وعليك أن تدرك أن رحلة الحياة هي رحلة كفاح وجهاد للنفس . لتتحمل وخزات الآخرين حتى نعيد التوازن إلى حياتنا . فإذا أردت أن تعيش سعيداً فلا تفسر كل شيء ،ولا تدقق ،ولا تحرص على إكتشاف الآخرين فلا يصح التعمق في حياة من حولك ،وإلا فالنتيجة هي غرقك بلا شك في بحور لم تأمن شواطئها ،
وكن راقياً في أفعالك وكلماتك وأجعل لك قيمة في قلوب الناس وعقولهم خاصة من كانت تجمعك بهم صلة إن لم‌‍ يكن حباً فليكن إحتراماً ،ومهما يحدث معك دع ما حدث بالأمس في الأمس وﻻ تأخذه معك أبداً للغد ،والأروع أن تتغاضي وأن تجعل خلقك الحسن بصمتك في الحياة ،كن إنسانا بما تحمله الكلمة من معاني سامية ،فما أجمل أن توصف بالإنسانية و ستجد المحبة من كل من حولك وإن نسي بعض الناس ما تقدمه لأجلهم فأبدا لن ينسى الله كل لحظة سعيت فيها لسعادة شخص ،أو مد يد العون له . حينها تكون قد حولت ضعفك الإنساني إلى قوة الإنسانية لتشكل منك إنسانا مميزا . شخص لا يهزم ولا يقهر وإنسان لا يتكرر ولا ينسي .

قد يعجبك ايضا
تعليقات