كتبت: باسنت مدحت
العالم مليء بالحمقى بكثرة، وهؤلاء الذين قالوا: يعيش الحب كاذبون.
منذ صغري، كنت ظننت أن الحب بلا حدود موجود بين الناس، ولطالما وُجد الحب، لا بد أن نضحي بهذه الطريقة أيضاً. كنت أقول لنفسي عن بعض العقبات: سيمر، أسمح ببعض الأحزان والكثير من الفرح والعبث والجنون.
لكن ما المقابل بعد أن تمر الأيام، بعد أن يرحل الجميع لبلاد أخرى، ثم يقولون أنها سنة الحياة!.
ظننت بأن المكالمات التليفونية والرسائل قد تروي حنيني وتكفيني، لكنها روت جفاء يوماً بعد يوم، كنت آمل كثيراً بأن أرى مساحتي في قلبهم، لكنهم يسألون عن أخباري مرة كل عام.
أنا أتعجب أمري وقلبي، أنظر إليهم كأيتام في مأوى، ماذا أفعل بهم وهم وحيدون!، هل أعتاد الغياب وأستسلم أم أتجاهل مشاعري وأحيلهم غرباء كما يفعل الجاحدون أم أبكي كالحمقاء وأخبرهم عن اللوعة والاشتياق والمعزة!
قال أحدهم: قد يعيدهم الوداد أو الاشتياق!.
-أنا اشتقت لهم فقط.
أنا ما رأيت أحد قد يضحي، قد يسعى من أجلى إلا من رحم ربي وأقدر على عدهم كما أعد أصابعي.
ثم عاهدت نفسي بأن أستعيد كل ما فقدته نفسي ثم نفسي ثم نفسي، قد يعتبرونها أنانية، في الحقيقة لا بد أن أكون أناني، ما المانع لبعض منها، إنما الباقي من العمر لن يعيشه أحد غيري، ربما حان الآن لأعرف معنى الفرحة وحدي لعل لها مذاق خاص لم أذقه بعد.
رئيس مجلس إدارة جريدة القاهرية