كتب_د.فرج العادلي
بداية أقول: ينقسم الناس في طريقة استقبال شهر رمضان _الكريم_ إلى أربعة أقسام.
القسم الأول: يستقبله بالتهاني، والفرحة، وزينة الشوارع، والإعداد للطعام، والشراب، وتبادل الزيارات، واقتناء الأواني الخاصة، وتجهيزها؛ لأفطار الصائمين المارّين المتأخرين في أعمالهم، أو المسافرين في الطرقات، وموائد الرحمن والمساجد …
وهذا نوعٌ جيد مباركٌ، وكثيرٌ من هذه الأعمال تدخل في أفعال الخير، والبر، التقوى، والجود والإحسان…
القسم الثاني: يستقبال شهر رمضان-الكريم- بأعمال درامية، ومسلسلات، وأفلام، وفوازير، وحكايات، وسهرات، وحفلات، وحقيقة منها ما يغرس فينا قيمًا كريمة وأخلاق نبيلة، فنستقى منها لحاضرنا، ونأخذ منها ما ينفعنا لمستقبلنا، كالمسلسلات التاريخية كالرسالة وغيره ..
ومنها ما يزرع فينا روح النضال، والزود عن حياض الدين، والوطن، والبلاد، والتضحية من أجلها، وهذا قسم جيد أيضًا، ويمكن أن نجعله في وقت الاستراحة أو الترويح عن النفس لبعض الناس في بعض الوقت ولا نسرف…
ومنها الأفلام، والمسلسلات الماجنة، الخليعة التي تشوه صورة المجتمع، وتزرع فيه التوجهات السيئة، وتنشر الفاحشة، والرزيلة، وكشف العورات، والبلطجة، وترديد الألفاظ البذيئة الممقوته أو الجارحة الخادشة للحياء، والسنياروهات الرديئة المتدنية التي تدعو للإلحاد، والتحرر من الأخلاق، ويكون الغرض منها فقط هو جمع المال، أو هدم الاعتقاد في قلوب العباد… وهذا شيء ممقوت، مرفوض شكلًا، وموضوعًا، ولا يمكن النظر إليه في أي وقت من أوقات العام فضلًا عن شهر رمضان المبارك، وهذا النوع لا تفعله حتى الشياطين في شهر رمضان؛ لأنها تُسلسل، ومن يفعل مثل هذه الأفعال فكأنه ينوب عن مردة الجن والشياطين، ويجب مقاطعت مثل هذه الأعمال تماما …
القسم الثالث.
وما أدراك ما القسم الثالث، فهو يستقبل شهر رمضان_الفضيل_ استقبالا شرعيًا كريمًا مباركًا فتراه يجهز نفسه لختم كتاب الله تعالى مرَّات ومرَّات، ويُعدَّ مع زملائه ما ئدة المنافسات في الخيرات، ويجهز مصلاه ويحدد شيخًا معينًا للصلاة خلفه، ويسامح من ظلمه، ويعطي من حرمه، ويصل رحمه، ويتصدق، ويستغفر، ويذكر الله تعالى على كل حال، ويدعو ربه أن يتقبل منه الصيام، والقيام، وصالح الأعمال، وهذا هو القسم الفائز فوزًا عظيمًا وهذا الذي يُطلق عليه أنه رمضانيٌ.
القسم الرابع هو من جمع بين القسم الأول، والأخير فكان أجره عظيمًا لا يدركه إلا من فعل مثله…
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، وكل عام أنتم بخير.