القاهرية
العالم بين يديك

رسائل لن ترسل “الخطاب الرابع”

121

بقلم/ سالي جابر

رسالة لا أستطيع إرسالها إليك، وتذكر أنها ليست الرسالة الأولي؛ ولكني اليوم أقسم إليك بأنها الأخيرة.
حبيبي، أو يا من كنت أناديه حبيبي، عندما تغيب الشمس وسط هالة برتقالية تترك السماء حزينة خائفة يعود قلبي إليَّ يرتجف لأنك تبسمت لي حين رأيتك أول مرة لحظة الغروب علي شاطئ البحر، ومررت بجانبي وكأن عيونك تهمس ليِّ بابتسامة القمر الهادئة في ربيع الزهور لا تغيبِ.
يامن كنت أناديه حبيبي لا تلمني علي حبي القاسي وأسئلتي التافهة المتكررة، فحين تقسو علينا الشمس بحرارتها، فهي تمنحنا الدفء والنور.
كلما كنت أحلم بالمستقبل أجدك هناك قلبًا وقالبًا، أسألك لماذا أنت في خريطة مستقبلي، فتجيبني: ضللتُ الطريق ووجدتك ترسمين الحب في طريقك فوجدتني أسير فيه دون أن أشعر.
حينما كنت عن سمائي تغيب، كانت تنطفئ النجوم، ويغيب القمر، وتسقط النيازك والشهب في طريقي
لكن عندما تأكدت من كل هذا وجدت ساقيًا تمد عيني بالدموع فتصير شلالات حزني ويأسي ساحرة، تسحرك برهة، تخدعني لحظة، كمخدر يُسْكِر كل آلامي.
فأعود… نعم أعود لتخذلني، لتبتاع من أحلامي الشوك تلقيه في شوارع قلبي وأنا أسير حافية الدروع ، زائعة العيون.
أبكي.. أنهار.. أحتضن قلبي.. أنتزع الشوك من صدري، ثم أقف أمام تجاهلك لي بإصرار، وكأنه قلبي أصدر قرار.
فرمان التجاهل في قانون الأحوال العاطفية ينص علي
إذا التقت الأعين تنظري إليه بحدة، لا تديري عنه بصرك، مع ابتسامة مشرقة كنور الشمس في فجر ليلة القدر
عندما تُقَلُّبي هاتفك وتجدي اسمه بين معارفك، لا تمحيه؛ بل اتركيه لعله يبحث عنك ويدق هاتفك حتي لا تجيبي.
‏اتركي مسافة بينك وبين هذا الطريق الذي رسمتموه سويًا لعل فيه من النتوءات ما يجعلكِ تخطئين وتضلين السير.
‏اتركيه يتألم، يتعذب، احرقي هذا القلب بأعواد التجاهل، اسقه من خمر الألم ليتوه وسط أمطار السماء .
‏اكتبي علي شاطئ البحر سنين الحب تمحيها لحظات التجاهل، كبذرة ياسمين كبرت لها رائحة قوية تنعشنا ثم تركناها لتموت أمام أعيننا مع مبررات غياب الشمس في الشتاء
رسالة لم تُرسل ولم يكررها قلبي.
إمضاء: تائهة وسط سكرات الحب، عائدة عند خيبات الأمل.

قد يعجبك ايضا
تعليقات