بقلم- سلوى ذهني
تعجبني المرأة القوية التي لا يضرها غياب، ولا يعذبها اشتياق امرأة وضعت حدود للتعامل معها، تعرف متى تتكلم ومتى تصمت. المرأة القوية ذات القلب الطيب الرحيمة، ولا أقصد أبدًا هنا بالقوية أنها تكون قاسية القلب أو عدوانية سليطة اللسان، هذا ليس بقوة على الإطلاق.
القوة الحقيقية التى أقصدها مزيج من الحب والحنان والإرادة التى تكسر أو تنسحب من معارك الحياة ، المرأة القوية التي تحمي بيتها وأولادها، هي التي تقف وراء زوجها بكل ود ورحمة وصلابة، أما المرأة التي تعرف حقوقها فقط بدون واجباتها، أو التي تريد أن تأخذ فقط هي شبه امرأة وليست المرأة التي أقصدها والتي يحتاجها المجتمع لكي ينهض ويتقدم إلى الأمام.
المعروف أن المرأة هي نصف المجتمع ولكن مع مرور الأحداث والأيام أدركنا أنها تقريبا هي كل المجتمع، هي الأم والخالة والعمة والأخت. المرأة لها تأثير قوي على أسرتها، إما أن يكون لدينا أسرة قوية متماسكة أو أسرة ضعيفة وبالتالي إما مجتمع قوي أو على العكس تماما، وهذا مالا نريده لمجتمعنا الآن
المرأه هي عماد المجتمع التى تبث الأخلاق والمبادئ فى نفوس أطفالها وينشؤون نشأة سليمة، أما ما نراه الآن فهو مخيف للغايه . علينا أن نرجع إلى أمهاتنا وجداتنا وكيف رسخوا كل ماهو جميل من عادات وتقاليد وأخلاق رائعة، هذا لا يعنى أن نكون نسخًا من أمهاتنا، وهو مالا أقصده. أن نأخذ منهم طريقة التربية التي أثمرت الكثير من العلماء والكتاب ونمت الكثير من المهارات، علينا أن نكون أكثر عقلانية وعطفا على أولادنا، أن نحكم العقل فى التربية مع مزيج من العاطفة السوية وليست العاطفة التي جعلت أولادنا والكثير منهم غير متحمل المسؤلية إلا من رحم ربي، وإذا نظرنا إلى المحاكم وزيادة أعداد الطلاق، والخلع ندرك متى التساهل الذي نشأ عليه معظم الشباب، ذلك لأننا نريد أن نعوضهم الذي لم نره مع أمهاتنا أو آبائنا ولكن مع الأسف لم نستطيع أن نسيطر على الموقف تماما وذهبنا وذهب أولادنا في طريق آخر
وهذا ما نجده اليوم من سلوكيات غريبة وملابس أغرب وكما ذكرت من قبل حالات الانفصال التى تزايدت بشكل ملحوظ وكل هذا سيؤثر تأثيرًا سلبيًا على مجتمعنا ونحن لسنا بعيدًا عن كل هذه الأمور لأننا نعيش فى المجتمع، علينا أن نتكاتف جميعا لتماسك وترابط المجتمع كما كان .