بقلم دكتورة سلوى سليمان
العمل اختيار أم إجبار، اختلفت وجهات النظر حيال هذه الفرضية، فهناك من يرى أن العمل اختيار، وهناك من يرى أن العمل إجبار ..
وفي كل الأحوال فللعمل أهمية بالغة لكل من الشباب والمجتمع على حد سواء، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة فلا داعي أن تثقل على أسرتك وتكلفهم عبء الإنفاق عليك، بل بادر بالعمل منذ الصغر وشارك بالقليل، حتى تشعر بقيمة ذاتك فتتغير مفاهيمك، وتثقل قدراتك وتكتسب خبرة ويكبر معك كل شيء يوم بعد يوم، فضلا عن إعادة هيكلة علاقاتك مع الآخرين.
فالعمل نجاح واستقلال وثقة بالنفس واعتماد على الذات، وتحرر من التبعية لأحد أو الشعور بالاحتياط، العمل كيان، فأنت تمتلك قدرات وطاقات وكوامن لم تكتشف بعد، ابحث عنها واخرجها إلى حيز الوجود واستثمرها بكل قوتك كي تنجح في الوصول إلى أعلى درجات النجاح المهني.
فمما لا شك فيه أن للعمل أهمية في حياة الفرد حيث يساعد على تطوير شخصيته، وتهذيبها وتحقيق الذات وتكوين رؤية واضحة للمستقبل، وتوفير دخل مادي ثابت يغنيه عن طلب العون والمساعدة من الآخرين، أيضا يساعده على تنمية المهارات الاجتماعية وصقلها وتطوير القدرة على التواصل الفعال مع الآخرين الي جانب توظيف طاقته لتنفيذ مهام وواجبات إيجابية في الحياة.
و للعمل أهمية في حياة المجتمع أيضا حيث يساعد على زيادة إيرادات الدولة وتحسين الوضع الاقتصادي في المجتمع وتقديم كافة الخدمات الصحية والاقتصادية والتعليمية للمواطنين،أيضا التقليل من نسب الجرائم والسرقات الناتجة عن البطالة وعدم استغلال الإنسان لوقته بشكل غير مثمر مع الحد من انتشار أمراض المجتمع العديدة كالمخدرات وشرب الكحول والاغتصاب،والتنمر، كذلك يساعد العمل على تحقيق النهضة والارتقاء بالبلاد والشعوب فضلا عن القضاء على كل عوامل الفقر التي تعد مسؤولة بشكل أساسي عن التفكك الأسرى في المجتمع.
بيد أن الإنسان حيث يعمل يشعر بكيانه، ولذلك على الآباء والأمهات أن يخبروا أطفالهم عن أهمية العمل وقيمته، وأنه هو السبيل لتحقيق الذات وارتقاء المجتمع الذي يعيشون فيه، فلابد أن ينشأ الفرد من صغره على حب العمل وأنه سبيله الحقيقي والواقعي لحفظ كرامته وكسب قوته الحلال الذي سيضمن له ولأسرته حياة كريمة، ويجعله يشعر بالاستقلالية.
أخيرًا … لابد أن يكون لدى الجميع كبارًا وصغارًا وعي بقيمة العمل وأهميته في شتى المجالات حتى ولو كان بسيطًا، لن ينقص من صاحبة بل سيضيف له احترام وتقدير الآخرين، فعلينا جميعا أن نعمل، وأن نبذل الجهد كي نكون أعضاء فاعلين في المجتمع، قادرين على كسب قوتنا ولذلك علينا أن نحب ما نعمل حتى نعمل ما نحب…. فالعمل يحقق لك التوازن في الحياة فتستطيع أن تتعامل بشكل صحيح وبكل نضوج.