كتبت – باسنت مدحت
كنت دوما أحتفل بعيد الأم كعادتنا، كنا نحضر لهذا اليوم ونبقى نفكر في الهدايا. حين كنت في العاشرة من عمري أو الثامنة كنت أشتري ساعة يد وكما يقولون (فالصو وبتصدي بسرعة)، وأحيانا بل كل عام كنت أحضر علبة من القطيفة بها آيات قرآنية أو عروسة نحيلة متسخة القدمين تلف حول نفسها أو عطر ما رائحته فاسدة أو وردة حمراء ذات غصن من الشوك ملفوف حولها كيس بلاستيك، كنت أرى كل هذه الأشياء جميلة وستسعد أمي.
في سنة من السنوات حين بلغت الخامسة عشر -أنا لا أذكر بالتحديد عمري لكني أذكر بعض الذكريات- اشتريت مرة أخرى علبة القطيفة لكن بها صفحة تلمع بشدة، ثم وبخت فيني بشدة، فكم احتفظت بالعديد منها في النيش لسنوات حتى سئمت منها.
كلما أتذكر ما فعلته أضحك، وتسخر مني أمي وأخوات أمي جميعهن. ثم اكتشفت بأن الصغار يفعلون مثل ما أفعله بل يحضرون بروازا صغيرا أو فازة ورد بلاستيكية وأحيانا بروش لامع ذاك الذي يمزق الملابس.
في الحقيقة أنا سعيدة بأنني شهدت تلك اللحظات وعشتها ومازالت راسخة في ذكراي.
أما الآن، أنا في الثلاثين من عمري وما زالت تحيرني هدايا كل عام، بل نعيد تكرار نفس الهدية مثل الحقيبة أو العباءة للسهرات أو للمنزل أو تحفة وإلخ.. حتى صارت عادة كل عام وواجب لابد من فعله، حتى صار عبء نحمله حين ننسى بأننا لم نوفر المال لهذا اليوم، فهل سيصبح هذا اليوم كارثي، أم قد نشعر بالإحراج حين نقابل أمهاتنا!.
ولما أصبحت أم، ظللت أفكر ما الذي أريده في هذا اليوم بالتحديد، هل سأخبر ولدي بأن سعادته هي هديتي، أم سأطالبه ببعض الهدايا، أم سأخبره ما الذي أريده!، وهل قد يفهم شعوري، لكن أحيانا ستمر على بعض اللحظات العصيبة وقد أريد بشدة أي شيء يطبطب على قلبي ولكنه يختلف حسب اليوم الذي أعيشه.
أنا لا أفكر سوى بأن كل أم لا بد أن تخبر ولدها بما تريده، بما يسعدها، وأن يلبي صغارها أحلامها الصغيرة لأنها لن تطالب بالأشياء الغالية والتي قد تكون صعبة المنال، لكن أبسط حقوقها في هذا اليوم هي أن تصبح (سعيدة)
أنا أرى أن أعظم الهدايا هي صنع ذكرى جميلة كما أرادت.
تسجيل الدخول
تسجيل الدخول
استعادة كلمة المرور الخاصة بك.
كلمة المرور سترسل إليك بالبريد الإلكتروني.
تتجه
- من القليوبية إلى منصات التتويج الأولمبية: مشروع وطني يُعيد صياغة أبطال المستقبل
- “يديعوت أحرونوت: بايدن يلوح بإمكانية إعلان دولة فلسطينية قبل نهاية ولايته”
- خلال زيارة نائب وزير الصحة|محافظ الغربية يؤكد الخدمات الصحية على رأس أولوياتنا .
- محافظ سوهاج يكلف رؤساء الوحدات المحلية بمراجعة تراخيص الكافيتريات وقاعات الأفراح
- “يلا يلا” أغنيه جديدة للموسيقي دي جي كابو
- محافظ الأقصر يستقبل السيدة الأولى بجمهورية كولومبيا خلال زيارتها للمدينة السياحية
- ختام مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ45: قائمة الفائزين
- الحقائق الغذائية عن الجيلاتين
- أسباب ظهور البثور على الجلد وكيفية علاجها
- دليل المهنة المالية لكل برج من الأبراج
السابق بوست
القادم بوست
قد يعجبك ايضا
تعليقات