القاهرية
العالم بين يديك

المواطن المصري الضحية دائما

175

كتب د _ عيد علي

دفع المواطن المصري الفقير ضريبة كل شيء ابتداءً من رفع الأسعار المتتالية بسبب أو بدون سبب مروراً بكارتة الطرق التي انتشرت في جميع طرق مصر حتى أنك تجد ما بين الكارتة والكارتة كارتة ، انتقالا لارتفاع مصاريف الدراسة ناهيك عن الدروس الخصوصية التي فشل وزير التربية والتعليم في القضاء عليها أو تقليصها إلا أنه وهم الجميع بنظام الامتحانات الجديد لن يحتاج الطالب إلي درس ولسنا هنا في هذا السياق لنفند سوء وفشل وزارة التربية والتعليم وننتقل إلى المواصلات التى يتحمل فيها المواطن الفقير ضريبة ارتفاع الوقود بصفة مستمرة وعند تراجع الأسعار عالميا يظل الفقير يدفع نفس الزيادة فمبدأ غريب نجده في مصر بمجرد نشر خبر ارتفاع الأسعار تتم الزيادة فورا وعند نزول قرار انخفاض السعر العالمي تستمر الزيادة التي فرضت فلم نجد سلعة واحدة انخفضت بعد الزيادة وهكذا…….
ومع ارتفاع أسعار الوقود ترتفع جميع الأسعار في قرى ومدن مصر بلا استثناء.
لم يقتصر الأمر عند ذلك بل نجد المواطن المصري الفقير محروما من العلاج في المستشفيات ولو قدر له دخول إحدى المستشفيات لوجد الإهانة والمذلة تنصب عليه من كل جانب ويخرج في حالة أكثر سوءا من دخوله رأينا بأعيننا كيف يتعامل الطبيب مع المواطن الفقير في المستشفيات الحكومية وعيادات التأمين الصحي معاملات غير أدمية وإهانة وإذلالا وكأن هذا الطبيب من سلالة مختلفة أو أميرا في زمن المملكة والمواطن عبدا ذليلا في زمن الباشوية والباكوية.
ويا لمرار المواطن الفقير إذا أنعم الله عليه بسيارة قديمة ليحصل بها على قوته أو موظف اشتراها بالقسط لتعينه على الانتقال وأفراد أسرته سيذوق الأمرين وتنهال عليه اللعنات والمذلة والإهانة داخل وحدات المرور وعندما نذكر وحدات المرور حدث ولا حرج عندما تطأ قدمك بوابة وحدة المرور فأنت فى جهنم الدنيا ستجد هناك المذلة كما وصفها الكتاب ولن ينجيك منها إلا واسطة كبيرة أو شخشخ علشان تعدي وجميعكم يعرف حكايات وقصصا ومغامرات في وحدات المرور وعندما تصل الرخصة ليدك فأنت ولدت من جديد والغريب في الأمر أن ما تجمعه وحدات المرور من دم المواطنين سواء في التراخيص أو في اللجان في الشوارع يكفي لتسديد ديون مصر ولو طبق علي ضباط المرور الذين ينهجون هذا النهج من أين لك هذا ما نجا منهم إلا القليل وهم الشرفاء وسنجد أمثال الشرفاء هؤلاء في جميع المصالح ولكن للأسف الفسدة ضررهم أضلنا عن الوصول للصالحين.
وقد سألني أحد الجمهور مرة كيف يتعامل مع رئيس وحدة المرور الذي كره الناس في التعامل مع هذه الوحدة من غلظة القول وسوء التعامل والتعالي علي الجمهور بجانب تشدده في إجراءات الفحص.
قلت له إنه موظف يتقاضى أجرا مقابل عمله وعند تجاوزه تقدم فيه شكوى في وزارة الداخلية
كان رد المواطن صاعق لي إذا قال إن ضباط المرور في وحدات المرور دول الكعب العالي اللي محدش يقدر يروح عندهم وسرد أسباب كثيرة.
والمواطن المصري الفقير قادم علي طوفان الحيرة والقلق نعم فبعد أيام معدودات يقبل علينا شهر رمضان المبارك أعاده الله علينا وعلى الأمة الإسلامية بالخير واليمن والبركات وهنا يحترق قلبه كمدا من عجزه عن شراء ياميش رمضان بل يكفيه وأبناءه من الياميش رؤيته فغير ذلك لا يطمع وإلا استدان ولن يستطع الوفاء بالسداد وليس الياميش هو المشكلة المشكلة تكمن في الوضع الراهن من الارتفاع الجنوني للأسعار فقد طالت الزيادة كل شيئ والحجة حرب روسيا و أوكرانيا رغم وفرة المخزون لدينا بجانب ملايين الأفدنة التي استصلحها الرئيس عبد الفتاح السيسي تحسبا لمثل هذا الوضع وغير هذا وذاك طال جشع التجار جيب جميع المواطنين وكأن الرحمة قد نزعت من القلوب ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وتنصب الحسرة علي الفقير بعد رمضان العيد مقبل علينا فهل لو استطاع أن يمر بسلام من ارتفاع أسعار جميع السلع مع ثبات دخله فلو افترضنا أنه بطل قومي واجتاز شهر رمضان فمن أين له بملابس العيد للأطفال ولينس كعك العيد وليتعامل معه معاملة الياميش.
وعندما نصل إلي العيد نصل بالمقال إلى النهاية فليس هناك أجمل من سرور تدخله علي قلب الإنسان.
انتظروا أين أنتم ذاهبون لم أسرد هذا المقال عبثا ولا لتذكيركم بآنين وأوجاع المواطن الفقير لكن ما سبق كله تمهيدا لسؤال من السبب في كل ذلك؟ هل ظننت فعلا أن التجار جشعون؟
هل اعتقدت أن الأطباء نزعت الرحمة من قلوبهم؟ هل المعاناة في وحدات المرور من ضابط المرور وتعاليه علي المواطن الفقير؟ هل فشل وزير التربية والتعليم حقا في القضاء على الدروس الخصوصية؟
فكر جيدا في الإجابة ستجد لو أنصفت أنك أنت جزء كبير من كل المشاكل وإن لم تكن أنت السبب الرئيسي فيه بسبب سلبيتك وخوفك والموافقة على كل هذه التجاوزات.
لو ركزنا جيدا في قول الرئيس عبد الفتاح السيسي جملتان قالهما ولم نلق لها بالا الأولى عندما قال الحاجة اللي تغلى متشتروهاش جملة بسيطة ولكن فيها الحل السحري هل تدركون لو طبقنا ذلك ماذا سيحدث سيتراجع التجار الجشعون مرغمين خشية فساد وركود بطاعتهم وستعود الأسعار إلي ما كانت عليه شريطة تكاتف جميع المواطنين ومقاطعة هذه السلع أسبوعا واحدا فقد نجحت هذه التجربة عندما أراد تجار السيارات رفع الأسعار وانطلقت حملة خليها تصدى كانت النتيجة إجابية لو امتنعنا عن الدروس الخصوصية واتجهنا إلي ألاف الدروس المشروحة علي اليوتيوب لقضينا فعلا على هذه الظاهرة.
المقولة الثانية للرئيس أنا مش هحارب الفساد لوحدي
لو كل طيبب أو ضابط مرور أو أي موظف في الدولة تم تقديم شكوى فيه في وزارته أو الرقابة الإدارية من جميع المتضررين هل تظن أن فساده يستمر أم أن الجميع سيعاود أدراجه ويعود إلي رشده.
كل منا يحمل هاتف به كاميرا وبه تسجيل هل لو فضحنا كل متجاوز على صفحات التواصل الاجتماعي ترى هل يزداد الفساد أم يتقلص
خلاصة القول نحن جزء أصيل من مساعدة الفاسدين والمتجاوزين علينا أن نبدأ بأنفسنا وبعد ذلك يأتي دور الدولة لردع كل فاسد ومتجاوز
خذ نفسا عميقا وفكر في الحلول وكن إيجابيا ولو مرة واحدة في الحياة شريطة أن تكون المواجة جماعية عندئذ سنحصد ثمار اتحادنا فلنضرب علي يد الجشع والفساد بموقف جماعي
تحيا مصر وتحيا الوحدة الوطنية

قد يعجبك ايضا
تعليقات