كتب د _ عيد علي
تحدثنا فى الجزء الأول عن رد الملك النعمان علي كسرى عندما لم يعترف بفضل العرب وبعد عودة النعمان جمع كلا من أكثم بن صيفي وحاجب بن زرارة التميميين و الحرث بن عباد وقيس بن مسعود و خالد بن جعفر وعلقمة بن علاثة وعامر بن الطفيل والى عمرو بن الشريد السلمي وعمرو بن معد يكرب الزبيدي والحارث بن ظالم المري فلما قدموا عليه ذكر ما سردناه في الجزء السابق بعنوان ليس للعرب شيئ من خصال الخير في أمر دين ولا دنيا
والآن مع خطبة أكثم بن صيفي
إن أفضل الأشياء أعاليها وأعلى الرجال ملوكها وأفضل الملوك أعمها نفعا وخير الأزمنة أخصبها وأفضل الخطباء أصدقها الصدق منجاة والكذب مهواة والشر لجاجة والحزم مركب صعب والعجز مركب وطئ آفة الرأي الهوى والعجز مفتاح الفقر وخير الأمور الصبر حسن الظن ورطة وسوء الظن عصمة إصلاح فساد الرعية خير من إصلاح فساد الراعي من فسدت بطانته كان كالغاص بالماء شر البلاد بلاد لا أمير بها شر الملوك من خافه البرئ المرء يعجز لا المحالة أفضل الأولاد البررة خير الأعوام من لم يراء بالنصيحة أحق الجنود بالنصر من حسنت سريرته يكفيك من الزاد ما بلغك المحل حسبك من شر سماعه الصمت حكم وقليل فاعله البلاغة الإيجاز من شدد نفر ومن تراخى تألف فتعجب كسرى من أكثم ثم قال ويحك ياأكثم ما أحكمك وأوثق كلامك لولا وضعك كلامك في غير موضعه قال اكثم الصدق ينبئ عنك لا الوعيد.
قال كسرى: لو لم يكن للعرب غيرك لكفى قال اكثم رب قول انفذ من وصول.