القاهرية
العالم بين يديك

الأستقلال التام أو الموت الزؤام

157
بقلم د_آية طارق
أشهر عبارة تاريخية تردد حتي الآن والبعض من جيلنا الحالي يجهل معناها .
من منا يتساءل لماذا كلمة( زؤام ) تحديداً أختارها الزعيم سعد زغلول ، وما معناها الأصلي؟..
بدأت أعزائي ‏‏ظهورها في يوم الأحد ٩مارس ١٩١٩،من خلال سلسةمن الإحتجاجات الشعبية علي السياسة البريطانية في مصر عقب الحرب العالمية الأولي ، بقيادة الوفد المصري الذي كان يرأسه سعد زغلول ومجموعة كبيرة من السياسين المصريين ، كنتيجة لتذمر الشعب المصري من الاحتلال الإنجليزي وتغلغه في شؤون الدولة بالأضافة إلي إلغاء الدستور وفرض الحماية وإعلان الأحكام العرفية وطغيان المصالح الأجنبيةعلي الأقتصاد .
كلمة (زؤام) كلمة قديمة مهجورة من الكلمات الناس العربية ، وهي فيما أعلم يأتي ذكرها في القرآن الكريم ويألفها الناس من كثرة الأستماع إلي الكتاب الكريم و قراءته وترتيله،ومع ذلك إستخراج سعد زغلول هذه الكلمة المهجورة من بطون المعاجم العربية وجعل منها كلمة شعبية يرددها الجميع ،وحتي الذين لا يعرفون معناها الدقيق فقد أصبحوا يعرفون معناها العام ،ومن المفيد هنا أن نعود إلي المعني الدقيق الكلمة كما حددته المعاجم (زأم) الشخص (يزأم )(زؤاماً)أن :مات موتاً سريعاً ،ومما تقوله المعاجم العربية نسطيع أن نعرف ان الموت (الزؤام)هو (الموت العاجل )وعلي الرغم من غرابة هذه الكلمة فإنها أصبحت بفضل سعد زغلول وشجاعته اللغوية كلمة شعبية ترددها المظاهرات وتجري علي كل لسان ، ومن جمالها وغموضها أصبحت رأسخة في التاريخ المصري وفي ذاكرة وعقول المجتمع المصري .
الهدف من مقالي من أراد أن يسطو علي النجاح ويسجل اسمه التاريخ يجب أن تكون له بصمة سرية ومنفردة حتي لو كانت كلمة بسيطة أو فعل غير متوقع .
قد يعجبك ايضا
تعليقات