القاهرية
العالم بين يديك

أمي

122

كتب – آدم سيف الإسلام طالبي

يقول أحد الصالحين قالت لي أمي يوماً عندما كنت صغيراً : هل تستطيع أن تقول كلمة حلال وتظل شفتيك مفتوحة ؟
فحاولت ونجحت أن أقولها بدون أن أطبق شفتاي ..
صفقت لي أمي وقبّلتني
ثم قالت : هل تستطيع أن تقول كلمة حرام وتظل شفتيك مفتوحة ؟ حاولت مراراً ولم أستطع ..
فقلت لها حزيناً : لا أستطيع يا أمي، مهما حاولت في النهاية تُغلق شفتاي رغماً عني !
ضحكت أمي وقالت : هذا هو الفرق بين الحلال والحرام يا بني
( الحرام إغلاقٌ وشقاء ، والحلال فتحٌ وسعادة ) فاختر ما شئت، إما أن تفتح لك أبواب الدنيا والآخرة، وإما أن تغلق في وجهك .

ومن يومها إذا فعلت خطأ، أطبقت أمي شفتيها وعلى وجهها حزن ،، واذا فعلت عملاً صحيحاً، فتحت شفتيها بإبتسامة وكانت تقول لي : اذا كنت تحب أن ترى إبتسامة أمك دائماً، فعليك بالحلال والطيب يابني .

كبرت وحاولت بفضل الله ألا أُفقد أمي إبتسامتها الرائعة، وعندما ماتت أمي ودخلت لأودعها ولأقبلها القبلة الأخيرة، وجدتها مبتسمة مفتوحة الشفتين ..
فقلت لها : ( على العهد يا أمي، على الحلال إلى أن ألقاكِ )

•علموا أبناءكم لا على العيب فقط، إنما هذا حلال وهذا حرام، هذا يُرضي الله، وهذا يُغضب الله
حتى ينشأ جيل يراقب الله، لا جيل يخشى الناس .

قد يعجبك ايضا
تعليقات