القاهرية
العالم بين يديك

قلوب كالحجارة أو أشد قسوة

158

كتبت /نهّال يونس

انتشرت ظاهرة عقوق الوالدين بشكل كبير في الآونة الأخيرة ،بعدما انتشر فيديو مؤخرا لرجل مسن على مواقع التواصل الإجتماعي تركوه أولاده وزوجته في الشارع دون مأوى لإصابته بمرض الشلل الرعاش ،وعدم قدرته على العمل وإحضار المال ،وقال له أولاده بالنص “هتشتغل وتجيب فلوس هتقعد ،مش هتجيب فلوس هنرميك في الشارع”ومكث بالشارع أكثر من عشر أيام دون رحمة من أولاده بل كانوا يهينوا من أحضرهم للحياة ،من أفنى عمره في تربيتهم وتلبية احتياجاتهم.

وتم نقله لمؤسسة معا لإنقاذ إنسان ،بعدما تدهورت حالته الصحية ،وحاولوا التواصل مع أبنائه ،ولكنهم أغلقوا أبواب الرحمة في وجه كل من أراد مساعدة والدهم .

يا ترى ما هي الأسباب الحقيقة وراء هذا الجحود
ماذا فعل هذا الأب ليلقى كل ألوان العذاب والإهانة
هل هذا حصاد لتربية خاطئة؟

فالأبناء قد يصلون للجحود عندما يشعرون أنهم لم يكونوا على مقربة من أبائهم فلا يتأثرون بألمهم عند سماع خبر سيئ عنهم ،بل إنهم في بعض الأحيان قد يكونوا هم أنفسهم سببا لشقاء لأبائهم ،ويرجع جحود الأبناء إلى عدة أسباب منها إهمال الوالدين للمشاركة الإجتماعية لأولادهم يفقدهم الحب لوالديهم ويتعاملون مع والدهم كأنه غير موجود بل في بعض الأحيان يتفننوا في الجحود إلى حد قتل الأب بسبب أن الأب لم يتعامل معهم إنسانيا ،ولا يوجد تواصل على المستوى الإنساني ،وأصبح وجوده هو والعدم سواء ،وقد يكون السبب الثاني أن غالبية الآباء تدلل وتعتبر تلبية كل احتياجات الأبناء أمر إلزامي حتي لا يكونوا محرومين من شيء ،ولكنهم أحيانا ما يخطئون في ذلك ،وينقلب الأمر إلى غرس الأنانية في نفوسهم ،ولا يهتم إلا لتحقيق رغباته ،ولا يتعلم العطاء

وايضاً ضعف الوازع الديني قد يدفعهم للعقوق أيضا ،فالأبناء حينها غير مدركين لما يفعلونه من كبائر تجاه والديهم ،عدم اهتمام الآباء بأبنائهم في اختيار أصدقائهم الصالحين.

وإهمال تعليم الأبناء الصفات الحميدة وطاعة وبر الوالدين. ولتفادي تلك المشكلة علينا بالتربية السليمة ،الإستماع للأبناء ،وجعل أفكارهم ومقترحاتهم نُصب أعينهم طوال الوقت يقرب المسافات بينهم ،يوطد الصداقة ،ويجعل الحياة الأسرية غير نمطية يتخللها روح المشاركة والثقة، الإهتمام بالميول الشخصية والمهارات التي يتمتع بها الأبناء ودعمهم ،خاصة المراهقين لتعزيز الثقة بأنفسهم ،وامتصاص ما بداخلهم من رغبات ،وشحنات إنفعالية من غضب ،أو تمرد ، إعطائهم دائما الإحساس بالأمان ،وإن أخطا التصرف

قد يعجبك ايضا
تعليقات