كتب د _ عيد على
يمر بمخيلتنا ذكريات منها ما يثلج الصدر فننتعش ونسعد بها ومنها ما يدمي القلب فنحزن ونبتأس ولكن ماذا نفعل عندما
تعاودنا الذكريات المؤلمة نقاومها أم نهرب منها ماذا هل سألت نفسك يوما أن هذه الذكريات المؤلمة قد تكون سببا في سعادتنا أو قد تكون أول سبل النجاح ومن هذا المفهوم يجب عليك عند معاودة هذه الذكريات أن لا تحاربها بل اسمح لها أن تتطفل عليك دون أن تندم عليها .
دع فرصة للذكريات أو المشاعر القديمة كي تتخذ طريقا إليك.
إن الحزن على حب ضائع أو توبيخ أو خيانة أو جرح عميق في نفسك يترك بك ألما.
إن هذا الألم يعود يحبس أنفاسك من الضيق ويمنحك وقفة مع نفسك .
قم بقياس عمق الألم ولكن من النقطة الآمنة التي يمنحها لك الزمن .
عليك أن تعرف أن استياءك من هذا الألم سوف يهدأ لأنه يوما ما سيصبح ذكرى ماضية .
لا تدفع الأحاسيس المؤلمة أو الذكريات بعيدا عنك .
إذا سمحت لها بالخروج دون أن تقاومها فإنها سوف تمر .
ادفعها للخارج وسوف تتراكم باحثة عن المنقذ الذي تحتاجه كي تخفف من الضغوط القديمة .
تلك هي طريقة الآلام القديمة في التلاشي تضغط كي تطفو على السطح حتى تخبو وتنقشع .
إن الآلام القديمة المتربصة تخرج في شكل موجات .
هل لك أن توقف موجة مندفعة ؟
حاول أن تجتاز عواطفك القديمة العائدة ولكن دون أن تحاول كبحها في أعماق نفسك لأنك بذلك ستستهلك طاقتك وتفقد إيمانك بذاتك وتشك في قوتك وكمال ذاتك وتدمر حياتك .
دع الجروح القديمة تمر معترفا بمعناها وسوف تمر في فترة وجيزة .
إن الجرح سوف يتضاءل ويتضاءل معه احتمال عودته .
وأنت الذي تستطيع تحديد لحظة تلاشيه.
إنني أمنح ذكرياتي الفرصة كي تعاودني وتتخذ طريقها إلي .
إنني أترك الماضي يطفو على السطح لكني لا أعيش فيه .
إنني أسمح لمشاعري الدفينة أن تتدفق داخلي وهي في طريقها للخمود .
إنني أقبل كل ما كنت عليه من سمات وكل ما مر من أحداث .
إنني أقبل ذلك ـ أقبل كل نفسي .
فنحن نأخذ من الماضي تجاربه َمن الحاضر الأمل فلا مستقبل بدون ماضي ولا ماضي بدون ذكريات والفطن من يتعلم من الماضي ليواجه به مستقبله فكن مقداما جسورا تسعد وتسعد من حولك