كتب / عادل النمر
رحلة الحياة وإن طالت فهي قصيرة جدا، ولابد من النهاية فى يوم ما، إنه خيط رفيع يفصل بين الحياة والموت .
إن الموت والحياة حقيقتان متلازمتان ومتعاقبتان، ولكل بداية نهاية، فإذا كانت البداية بالحياة فالموت هو النهاية.
ولا مفر من الموت لأنه الحقيقة الوحيدة فى هذه الدنيا،
الحب مثل الموت، الحب له سكرات، يغوص المحب في بحر الآلام، يتنقل بين الصحوة والسّكرة، حتى يصل إلى مرحلة بين العقل واللاعقل، عندها يؤمن الإنسان بأنّ الحب آت لا مفر منه.
الحياة قصيرة وجميلة إذا كنت شخصأ متفائلاً، وطويلة ومرهقة إذا كنت شخصاً متشائماً. ليس للحياة قيمة إلا إذا وجدنا فيها شيئاً نناضل من أجله. كل إنسان يصبح شاعراً إذا لامس قلبه الحب. الحب استمرارية ونقاء، والكراهية موت وشقاء. تولد السعادة من حب الغير، ويولد الشقاء من حب الذات.
قد يتساءل البعض… هل يتبدل الحب مع الظروف؟ نعم الحب يتبدل مع الظروف، فإما ينضج أو يخمد، أو يحترق ويحرق كل ما يعترض طريقه.
أقسى كلمة عرفها التاريخ هى كلمة الموت، حيث لا رجعة، لا أمل، لا حب، ولا حياة، ولا وجود، بموتك ستذهب إلى حياة أخري،
الحب هو نوع من الولع يجعل المرء عاشقاً للتفاصيل، وفي تجدّد دائم. فالحب يجعلنا مثل الأطفال لا نكبر مهما ازدادت سنوات عمرنا، ويبقى المعضلة الوحيدة التي لا تفسر ظروفها ولا أسبابها ولا نتائجها. إن مشاعر الحب تبقى فوق القياس والتجربة، فلكل مرحلة عمرية مشاعرها ولا يمكن النظر إليها من زاوية واحدة، فلغة الحب فطرية وليست صناعية، وكلما كان الإنسان أقرب إلى طبيعته الفطرية حيث الصفاء والنقاء والتلقائية كلما تواجد الحب بقلبه بكثرة وأدرك أهمية الحب، وبقدر حظ الإنسان من فطرته الأولى سيدرك الحب الحقيقي، فهناك أشخاص نتعامل معهم فنشعر براحة تصل لدرجة السكينة، والبعض عندما نقابلهم نشعر بالقلق والارتباك والضيق، هي طاقات الحب لا يمكن أن نلمسها ولكن نحسّ بها، فلا نستطيع رؤية ما بداخل الآخر ولكن نستطيع أن نحس بما يضمره سواء حب أو تشاؤم، كراهية، رحمة، خير، وهي سلوك مكتسب يحتاج إلى تعود، وقناعة داخلية مليئة رضا وحباً، وكلما كانت مشاعرك أقرب للطفولة أي أقرب للفطرة بعفويتها وتعبيراتها وانفلاتها من قيد عالم الكبار، ستحب بشغف وانطلاق ومتعة تضاهي كل جمال، فالحب هو إحياء للطفولة التي ماتت فينا بفعل طاحونة الحياة المعقدة التي دهستنا تحت عجلتها وأفقدتنا معنى أن نكون نحن بلا رتوش، فالإنسان ما لم يكن الحب قد عمّر قلبه وروحه فلا يمكن أن تنجح أي خطة في أن تحدد مساره أو تبني طريقاً له في الحياة،
غالباً سبب إعدام الحب هو الصمت والإهمال. لا تحاول أن تعيد حساب الأمس، وما خسرت فيه، فالعمر حين تسقط أوراقه لن تعود مرة أخرى. انتظر ضوءًا جديدًا يمكن أن يتسلل إلى قلبك الحزين، فيعيد لأيامك البهجة ويعيد لقلبك نبضه الجميل. حبّك صمت يستعصي على الألفاظ التعبير عنه، وحبّك بوح ما، تحمل قواميس الدنيا معناه. فَرْقٌ كبير بين أن تحبها لأنها جميلة، وأن تكون جميلة لأنك تحبها. اكتشفت التناقض بأنك عندما تحب حد الألم، وتواصل الحب، فلن يكون هناك مزيدًا من الألم وإنما مزيد من الحب.
فإذا كان الله منحنا الحياة فهو لا يمكن أن يسلبها بالموت.. فلا يمكن أن يكون الموت سلبًا للحياة.. وإنّما هو انتقال بها إلى حياة أخرى بعد الموت، ثم حياة أخرى بعد البعث، ثم عروج في السموات إلى ما لا نهاية.
انا لا أخاف الموت ولكن أخاف أن أموت قبل أن أعيش وأحيا . الموت صمتا أكثر من الموت احتراقا، لأنَّك ترى نفسك كل يوم تفقد شيئًا من جسدك و روحك ولا تستطيع حتى أن تصرخ ألمًا
إذا فاجأني الموت في وقت من الأوقات، فإنني أصافحه ولا أخافه بقدر ما أخاف المرض، فالمرض ألمٌ مذلٌّ لا يحتمل، لكن الموت ينهي كل شيء .
أما نظرية الحب فهي انصهار بين شخصين ليصبحا كائنًا واحدًا، فحتى وإن لم يتصلا جسديًا، يكفي أن تكون الأفكار متقاربة والهواجس واحدة: تحب ما يحب، تبغض ما يمقت هذا هو الحب .
فبعثرة المشاعر لا يرتبها غير الحب، فهو جمال وجلال، ألم تسأموا من حياة الماديات وطغيانها على كل شيء حولنا، ألا يحق لأرواحنا أن تستريح تحت ظل الحب، إننا لا نستطيع امتلاك أي يقين تجاه أي شيء غير مشاعرنا التي نتيقنها مع أول خفقة للقلب.
قَدْ تتعانق الأرواح و تمتزج قبل أن تتلاقى الأجساد
أو تتهامس الألسنة فالحبُ هو استثناء في كلِّ شيء
منذ اللحظةِ الأولى وحتى نهاية العمر، ولا أقول حتى نهاية الحب .
الحب هو رحلة من الروح للروح ، وعلى الأرواح أن تتعانق أولا قبل أن تتلاقى الأجساد ستظل الأجساد في حالة تنافر وتباعد ما لم تتلاق الأرواح معا وتتجاذب، هل شعرت يوما أن روحك تحتضن روحا بعيدة جدا، وكأنها تطوف حولك .
فلا يعود الموت عائقا ولا الغياب مؤلمًا، لأن أرواحنا ستظل فى حالة عناق حتى بعد موتنا .