القاهرية
العالم بين يديك

بطيخ سابق عصره وآوانه 

159

بقلم السيد عيد

 

صورة نمطية راسخة فى عقولنا عن الموظف قديما حاملا على كتفه البطيخة التى هى رمز عتيق للموظف الغلبان،

والعودة للمنزل وإحدى الجرائد فى يده دليل على هوية ذلك الموظف المصرى . 

جاءت البطيخة تستدعى مشاعر وأحلام مختلطة لموظف كان أكثر طموحه أن يسد احتياجات أسرته من مأكل ومشرب وملبس وأن يربيهم تربية سليمة وكانت البطيخة هى مصدر سعادة أسرة ذلك الموظف 

هناك بطيخة أخرى ربما أقل شهرة من بطيخة الموظف هي البطيخة الصيفي التي يضعها المصري في بطنه لكي يطمئن!!

يطمئن على مستقبلهم وهو ما جعلنى أستحضر وأتذكر 

 فيلم الفتوة لفريد شوقى 1957 والمشهد الذى يهدد بائع البطيخ الزبون الذى إعترض على البطيخة الماسخة وكيف انه يشتم مولانا، وعندما دافع الزبون عن نفسه انه لما يقول شئ على مولانا فكان الرد: طالما بطيخ مولانا اقرع

يبقى مولانا كمان اقرع

فوضع الرجل المغلوب على أمره قشر البطيخة على رأسه وقال: أنعم وأكرم بمولانا وببطيخ مولانا.

أراد البائع إستغلال اسم مولانا بالباطل فى ترويج البطيخ الفاسد بربطه بإسم صاحب السلطة وهذا مانراه عندما يتفنن مسئول في اختراع جديد كأنه سابق عصره وآوانه ويهلل من حوله يعيش مولانا وبطيخ مولانا حتي ان كان البطيخ أقرع فتارة نري المحسوبية وتارة المهلبية

خزعبلات سلبت العقول و كتمت الفكر و قمعت الرأى 

افكار جهنمية ولوغاريتمات عجز الفلاسفة وعلماء الرياضيات عن تحليلها ورغم كل هذه الارهاصات التي تفنن مسئولو التعليم في اختراعها الا اننا لم نتقدم خطوة نحو الارتقاء بالتعليم ولا التربية وعدم إهتمام المناهج الدراسية بالتقويم السلوكي ،

لنجد شكوى أولياء الأمور والمدرسين من المناهج التعليمية الجديدة للمرحلة الابتدائية لصعوبة المناهج للصف الرابع الابتدائي وسبل ووسائل الوزارة في تعديل المناهج الغير مفهومة.

إختزلنا النجاح فى طقوس وعادات من إختراع البعض دون دراسة أو أخذ رأى المختصين وإعتبرنا البعض معصومين من الخطأ 

 

 ما يضايقنى أن التعليم الذى نشأ عليه العظماء والأدباء تركنا ورحل، رحل ولم يصطحب معه البطيخة وتركنا غرقانين في ميائها.

قد يعجبك ايضا
تعليقات