القاهرية
العالم بين يديك

لغة القرآن والسنة تحتفل بيومها العالمي ووزارة الأوقاف تحتفي باللغة العربية في خطبة الجمعة اليوم تحت عنوان لغة القرآن والحفاظ على الهوية

149

بقلم: نادرة سمير قرني

تُعتبر اللغة العربية لغة العلم والأدب، لغة الثقافة والفن، وهي اللغة التي تشرفت بنزول القرآن الكريم بها؛ حيث اختارها المولى عزوجل لتتميز بهذه المكانة العظيمة، وكانت هذه اللّغة الشَّريفة – بما بلغتْه من اكتمال، وبخصائصها الفريدة المتميِّزة – مؤهَّلة بحقّ للإعجاز الَّذي أوْدعه الله – عزَّ وجلَّ – تنزيله العزيز؛ ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾ [يوسف: 2]، وقد كان نزول الذِّكْر الحكيم باللّغة العربيَّة من أقوى الدَّعائم في إقْرار منزلتها الرَّفيعة بين لغات سائِر الأمم، ومِن هنا ظلَّت العربيَّة وستظلُّ تنمو وتقوى، وترتقي إلى ما شاء الله، قال تعالى:﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ [الحجر: 9].
واللغة العربية هي اللغة التي روت بها أحاديث نبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، ولا تتم الصلاة إلا باللغة العربية؛ حيث لا يستطيع أي شخص أن يتم صلاته إلا بقراءة آيات القرآن الكريم باللغة العربية، وهي اللغة التي نقلت منها كافة الحضارات الأوروبية في العهود السابقة ما توصل إليه علماء وعباقرة الشرق الأوسط من اكتشافات عظيمة، ومنهم الخوارزمي وأبوبكر الرازي، وابن الفيس وغيرهم الكثيرين من علماء الشرق الأوسط، وقد كانت اللغة العربية حافزاً زاخراً لإنتاج المعارف ونشرها، وساعدت على نقل المعارف العلمية والفلسفية اليونانية والرومانية إلى أوروبا في عصر النهضة. وأتاحت اللغة العربية إقامة الحوار بين الثقافات على طول المسالك البرية والبحرية لطريق الحرير من سواحل الهند إلى القرن الأفريقي، ولقد كانت اللُّغة العربيَّة – ومازالت – وثيقة الأواصر بهويَّة هذه الأمَّة، ووجودها وشخصيَّتها وخصائصها، فقد وعت منذ أمَدٍ بعيد تكوين الأمَّة الحضاري، وواكبت تطوُّر تراثها الثقافي في العلوم والآداب والفنون والتَّشريع والفلسفة، وتعهَّدت نقْله من جيلٍ إلى جيلٍ عبْر العصور.
ويحتفل العالم كل عام يوم الثامن عشر من شهر ديسمبر باليوم العالمي اللغة العربية، وهو اليوم الذي اتخذت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1973 قرارها التاريخي بأن تكون اللغة العربية لغة رسمية سادسة في المنظمة، ويرجع الفضل في ذلك للجهود العظيمة التي بذلتها المملكة العربية السعودية والمغرب العربي، ففي مثل هذا اليوم من عام 1973 قامت كل من المملكة العربية السعودية بالتعاون مع دولة المغرب العربي بتحضير مشروع وتقديمه للأمم المتحدة من أجل اعتماد اللغة العربية كلغة رسمية داخل الأمم المتحدة وتمت الموافقة على المشروع.
واللغة العربيّة تعد من أكثر اللغات استخدامًا وتحدثًا، كما تُعتبر أكثر اللغات المنتشرة في جميع أنحاء العالم، حيث يتحدثها بها حوالي467 مليون نسمة في زيادة مستمرة مع زيادة أعداد المواليد والمقبلين على تعلم اللغة العربية من غير الناطقين بها، بالإضافة لانتشار متحدثيها في جميع أنحاء الوطن العربي داخل قارة أفريقيا وقارة آسيا، علاوة على انتشارها في الدولة التي تضم المسلمين ومنها تركيا وتشاد ومالي والسنغال وإريتريا وإثيوبيا وإيران، وتقع اللغة العربية ما بين المركز الرابع والخامس من حيث الانتشار في العالم، وهي اللغة الرسمية في حوالي ٢٧ دولة حول العالم.
وقد تناول أئمة المساجد بمصر موضوع اللغة العربية تحت عنوان ” اللغة العربية لغة القرآن والحفاظ على الهوية” تأكيداً منهم على قيمة اللغة العربية ومكانتها العظيمة بين اللغات المختلفة، لذا لابد وأن نحافظ نحن المسلمون على لغتنا العربية بأن تكون لغة القراءة والكتابة ولغة التواصل والتفاهم وتوطيد العلاقات مع كافة الدول، ولغة دراساتنا وبحوثنا، علينا أن نحافظ على كيان اللغة فلا نهمشها مثلما يفعل شباب اليوم والذين حرفوا اللغة من العربية إلى الفرانكو أراب، علاوة على استبدال الكثيرين اللغة الإنجليزية والفرنسية بالعربية فصارت لغتهم الأولى رغم أنهم عرب من أصل عربي ودياناتهم الإسلامية أو المسيحية؛ لذا علينا أن نبذل قصارى جهودنا من أجل أن نوعي أبناءنا بقيمة لغتنا العربية وأن نعرفهم بقيمتها في نشر الحضارة لمختلف دول أوروبا قديماً، وأنها ستبقى إلى أخر الزمان هي لغة العرب ولغة القرآن والسنة، وليس أدل على ذلك من قول الشاعر المتنبي:
لا تلمني في هواها….. أنا لا أهوى سواها…… لست وحدي أفتديها….. كلنا اليوم فداها… نزلت في كل نفس…. وتمشّت في دماها…. فبِها الأم تغنّت… وبها الوالد فاها….وبها الفن تجلى…….. وبها العلمُ تباهى كلما مرّ زمان….. زادها مدحا وجاها… لغة الأجداد هذي…… رفع الله لواها… فأعيدوا يا بنيها……… نهضة تحيي رجاها……. لم يمت شعب تفانى… في هواها واصطفاها

قد يعجبك ايضا
تعليقات