بقلم / أماني مرسال
عزيزتي المرأة إن ذلك العصر هو الذهبي لك انطلقي أيتها الحبيسة وراء الجدر ، اطلقي العنان لخيالك و طموحك وآمالك ، فلقد انفتحت الأبواب على مصراعيها لكل امرأة فلك ما تشاءين من حرية وانطلاق ومناصب وعمل و سفر إنه عصر المساواة عصر التحرر من كل القيود
انطلقي تحرري
و تستجيب ال مسكينة و تلبي الدعوة لكن السؤال هنا هل فعلا عصرنا هذا هو العصر الذهبي للنساء ، فلنعقد مقارنة بسيطة بين حالها قديما و حالها الان لنكتشف ما صارت إليه
قديما لم تكن المرأة في حاجة إلى أي مجهود لاجتذاب الرجل ..
فهو دائما مجذوب من تلقاء نفسه ..
كان مجذوبا..
يتلصص وراءها من ثقوب الأبواب ..
ويقف بالساعات في الشوارع على أمل أن يظهر ظلها من خلف النافذة ..
أو تظهر يدها وهي تمتد إلى أصيص الزهر .. ؛
كان مجذوباً ..
لأنه لم يكن يعثر لها على أثر ..
كانت المرأة عملة نادرة وكان الرجل يعيش في عالم كله من الرجال ويعمل في عالم كله من الرجال ..
وكانت المرأة شيء شحيح نادر لا يظهر في الطرقات .. ولا يظهر في المدارس .. ولا في المكاتب ..
وإنما يختبئ في البيوت داخل عباءات وملاءات وجلاليب طويلة ..
ولم يكن هناك طريق للوصول .. إليها سوى أن *يتزوجها دون حب او تعارف أو معاينة عليه فقط دخول البيت من بابه .
ولم تكن المرأة في حاجة إلى ترويج بضاعتها لأنها كانت رائجة ويأتيها الزواج حتى الباب ..
كانت مدللة في بيت أبيها محبوبة مرفهة لا تحمل هما ولا أعباء صافية الذهن خالية البال
و في بيت زوجها كذلك ثم تصبح أما لعياله لها كل الود والاحترام والتقدير تشير پأصبعها على ما تريد و يلبي الزوج قدر استطاعته ليغلف ذلك البيت بالهدوء و المودة والسكينة
ولكن الظروف الآن تغيرت تماماً ..
خرجت المرأة من البيت إلى الشارع..
والحقيقة أننا نحن الذين ضحكنا عليها وأخرجناها بحجة
الحرية والتحرر والنهضة النسائية .. إلى آخر اللعبة التى لعبناها لتخرج
برؤيتها في كل مكان في العمل و الطرقات والمواصلات .
ولم نكتف بهذا بل أزيح لها نصف أعمال الرجال ووضعت على أكتافها ..
بحجة أنها شريكة العمر .. و عليها التحمل حتى تحافظ على العش الجميل
وصرخت شريكة العمر .. فكان من العيب أن تصرخ وأن تشتكي
كيف لها أن تشتكي . اين الكفاح .. واين القوة
فأنت المرأة العظيمة المكافحة .. البطلة .. الإنسانة حرة .. ولدت حرة .. وتعيشين حرة ..
فلا يحق للرجل أن يحتكر شرف العمل والكفاح له وحده.. لقد جاء الوقت الذي تنتزعين فيه راية العمل والكفاح من أيدي الرجال رغم أنف الرجال .
والحقيقة أن الحكاية لم تحدث برغم أنفهم .. وإنما بتدبير وبرغبة من معظم رجال عفوا ذكور ذلك العصر ، فللرجال شيم اندثرت واختفت و لم يعد لها وجود
ونتيجة هذا التطور، كانت نتيجة خطرة..
بدأ التشبع من رؤية النساء حتى اصيب الرجال بتخمة النساء والتعود على رؤيتهن والتعامل معهن
ففقدت المرأة هيبتها .. وأصبحت قريبة وسهلة ..
وهذه السهولة أبعدت فكرة الزواج من ذهن الشباب أكثر وأكثر ..
كذلك عندما اصبحت المرأة تشارك الرجل في عمله وكفاحه وعرق جبينه .. أصبح لها مثله الحق في أن تروح عن نفسها وتقضي وقتا طيباً .. تنسى فيه العمل و مشاكله ويكون لها الحق في أن يكون لها عالمها الخاص بها و كذلك زوجها فانفصلا وهما في بيت واحد و صار بينهما ما يسمى بالخرس الزوجي أو الطلاق العاطفي
وتثور المرأة على إهمال شريكها و حالها الذي صارت إليه وتهدد وتتوعد .. ثم تلجأ إلى القطيعة ثم إلى الهجر ثم إلى ثم إلى
لكن لا حياة لمن تنادي .. فصاحبنا ينام في الشمس ولا يحرك ساكنا !!ً ..
لقد بدأ عصر خطير.. إسمه العصر الذهبي للرجل .. الرجل هو الذي بدأ يجلس الآن على عرش الدلال والراحة والرفاهية .. والسلبية اللذيذة .. والمرأة هي التي تسعى و تتحرك
وكل ذلك بدعوى زائفة من المجتمع تلك الدعوة التي تخالف طبيعتها الأنثوية
دعوة التحرر التي في ظاهرها مصلحة المرأة وباطنها عذابها و تدميرها