القاهرية
العالم بين يديك

أُعانيني

134

بقلم/ بسنت أبوزيد

خانتني حروفي كثيراً، ورصصت أحلامي وصفاً أمام من ظننتهم أحبوني، ورسمت كل من أحب جواري في كل أوقاتي وخططت بالحبر أركان لا يعلمها إلا قلبي، بقلب ٍطفولي حالم كسلسبيل الماء لايريد إلا النقاء والصفاء، أحببتهم.
أحببت نفسي بينهم، وأغممت عيني يقيناً بهم، خانني التعبير وقلت أحبتي، وزارتني الأيام وقالت: كيف؟!

كيف نلهو بأرواحنا وأسمائنا، كيف يراوغني قلبي فيمن أحب، كيف يلهيني دهاء عقلي، وبرهان نفسي.
يعتريني الخوف وسط الحشود،يسير اليوم بلا أرجل في طيف ألوان مصطنعة، تلهيني الأحداث ويستنبطني وقتي حتى يسلمني كرهينة لليل.
تزدحم الأفكار وتتوالى الخيبات، دموع مكبلة لا ترضى بالخضوع تأبى السقوط تهاب السيل على مقلتيَ.

أعانيني كل ليلة، أخشى قدوم الليل كطفل يخشى الفراق، فراق الأحبة وفراق حضن أمه عند خلوده للنوم.، أعانيني بكل ماتحمله الكلمه من معنى، أعاني الأفكار أخاف من نفسي على نفسي فالنفس أمارة بالسوء، وأكبر سوء تحمله النفس للنفس هو “جلدها”
جلد الذات ياعزيزي عقابُ من نوع آخر، حفيف آلام لا يسمعها إلا من تكالبت عليه نفسه.
ولأكون صادقة بعض الآلام مستساغة، جمالها مؤلم، ممارسة الألم كل يوم قد توجع وقد تحمل في وفاضها بعض الجمال الخفي.
يسترسلني البكاء كلهوٍ خفِي يركض خلفي وأخشى مناكبه، يحاوطني بكلا ذراعيه في غابة السكون.
أنظر خلفي وأسأل هل زرعت الشوكَ فهذا نصيبي من حصاده،وأتذكر أن يداي لم تمسسه قط، فمن أين الجناية.
دوماً ماأتذكر قول ربي(وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان)
وأكرر داخل قرارة نفسي أليس” الجزاء من جنس العمل”
لا يتسع العقل البالغ الرشيد، لتقبل أن يجني الشر حصاداً لخيره، أدركتُ أننالا نليق بكل الناس، ولا كل الناس يليقون بنا، ورب الناس خير عليم بذات بصدور الناس.

قد يعجبك ايضا
تعليقات