القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

الرجل الذي بنى اقتصاد مصر

108

بقلم/ أحمد عبد العزيز

هل تصنع الأمم الرجال أم أن الرجال هم صناع الأمم ؟        سؤال تبادر إلى ذهني بمناسبة تلك الأحداث التي تمر بها مصرنا الحبيبة ولم يستغرق الأمر أمامي طويلاً وسرعان ما وجدت الإجابة واضحة جلية بمجرد أن طالعت هذا السجل الحافل لأحد رجالات مصر العظماء إنه نموذج للتحدي والإرادة وإنكار الذات، رجل آمن بهدف فسعى إليه وتبنى رسالة فقاتل من أجلها إنه محمد طلعت بن حسن محمد حرب، ولد طلعت حرب في 25 نوفمبر 1867 بمنطقة قصر الشوق في حي الجمالية وكان والده موظفاً بمصلحة السكك الحديدية الحكومية وينتمي إلى عائلة حرب بناحية ميت أبو علي من قرى منيا القمح بمحافظة الشرقية .

طلعت حرب باني اقتصاد مصر الحديث صاحب المشاريع العملاقة التي مازالت قائمة شامخة تطل علينا بعظماته نذكر منها بنك مصر شركة مصر للغزل والنسيج ومصر للطيران ومصر للتأمين
ومصر للسياحة واستديو مصر وغيرها أمـا الـتـحـدى الـذي واجـهـه فهـو الـتـحـرر من الاستعمار والتدخل الخارجي ومحاولة التحكم في مقدرات البلاد وتوجيهها لخدمة مصالحه بل ومحاولات مستميتة لتمديد عقد احتكار القناة لمدة(40) سنة أخرى وأن مصر لا تصلح إلا أن
تكون بلداً زراعية أما الإرادة التي تبناها فهي إرادة التغيير والقضاء على السلبية واللامبالاة والعمل الجماعي المنظم والمحافظة على تماسك نسيج المجتمع من خلال توظيف أموال الأغنياء
في مشاريع إنتاجية تستوعب الفقراء وتعود عليهم بالنفع لا مشاريع استهلاكية تعمق الفجوة وتفتح باب الصراعات
أما الهدف الذي آمن به فهو بناء بنك مصرى بـأمـوال مصرية يتم من خلاله الإنفاق على مجموعة من المشروعات التي تعد اللبنة الأولى في بناء الاقتصاد المصرى وقد تحقق له ذلك عام ١٩٢٠
توفي طلعت حرب في 13 أغسطس عام 1941 في قرية تابعة لفارسكور بدمياط
أما الرسالة فهي ما استحق أن يولد من عاش لنفسه فقط وأن الإنسان قد يستطيع خداع الناس بعض الوقت ولكنه لا يستطيع خداعهم كل الوقت وأن هذا الشعب يشبه نيله في نقاء صفحته وعذوبة مائه وكذلك في غضبته وثورته وأنه لا دوام للفرد وأنما الدوام لذكرى الفرد وعمله وقد اختار أن يستبقي عمله الذي جسد فكره

قد يعجبك ايضا
تعليقات