بقلم السيد عيد
النفاق.. ذلك الفشل الاخلاقى الذي بات ينتشر بكثرة بين الأشخاص سعيا للوصول لمآرب معينة لتحقيق المصالح الشخصية بأشكالها،
قد نحتاج النزاهة والعفة والمروءة والتضحية والأخلاق، صفات كثيرة ولكنها بكل أسف باتت منعدمة عند البعض والبعض الآخر يتمنى أن تكون هذه الصفات تباع وتشترى وكأنها مكدسة على الرفوف فى أكياسها بضاعة لا يحتاج إليها المرء في هذا الزمان ، لقد أصبحت هذه البضاعة عتيقة بالية .. لقد أضحت مودة زائفة، لا تلائم نفوس هذا الجيل، طغى النفاق الاجتماعي على حياتنا في العلاقات وحتى في الصداقات وفى كل شيئ، بدأنا نحب المظاهر ونهمل الجوهر، نحارب الصدق ونفخر بالكذب
وهو ماجعلنى أتذكر فيلم أرض النفاق أتذكر مسعود ابو السعد فؤاد المهندس ذلك الموظف الطيب القلب والمسالم المسلوب الإرادة والشخصية
هام مسعود على وجهه حتى وجد على بعد فى الصحراء دكان وبه يافطة مكتوب عليها أخلاق للبيع
،فذهب اليه مستغربا وقابل صاحب الدكان الذى اخبره ان كل الأخلاق القبيحة قد تم بيعها،ولا يوجد غير حبوب الشجاعة والصدق والمروءة،
جرب مسعود حبوب كثيرة من نفاق وشجاعة وصدق ومروءة
ليسرق بعدها شوال صراحة وصدق ويلقيه فى النيل ويشرب الناس وتتحسن أخلاقهم وينتهى النفاق والكذب
ربما نحتاج لمثل هذه الحبوب فى زماننا هذا بعد أن ظهرت حالة النفاق وكأننا بأرض النفاق
بحالة من التعجب ما بين حقيقة مشاعر الإنسان وما يظهره على غير الحقيقة والغاية تبرر الوسيلة، أعتقد كما أننا نصادف أناساً غير صادقين وأناساً غير أمناء، لكننا بالتأكيد سنصادف أيضاً أناساً عظماء وعقولاً نزيهة وعظيمة وهو ما يجعلنا على أمل أن يشرب الجميع من مياه النيل الذى ألقى به مسعود شوال حبوب الصدق والأخلاق وألا تنتهى مفعول تلك الحبوب حتى لا تعود ريما لعادتها القديمة.