مصر على أعتاب ثورة “عطرية” بتحويل كنز الياسمين إلى منتج عالمي
ريناد حسام
تُعد النباتات الطبية والعطرية من أهم الموارد الطبيعية التي تملكها مصر، إلا أن استغلالها ظل محدودًا لسنوات طويلة. ومع التوجهات الجديدة نحو التصنيع المحلي وزيادة القيمة المضافة، بدأت الحكومة في اتخاذ خطوات جادة لاستثمار هذه الثروة، وعلى رأسها نبات الياسمين، الذي يمثل أحد أعمدة الإنتاج العطري العالمي.
مصر تهيمن على سوق الياسمين عالميًا
صرّح الدكتور أيمن حمودة، أستاذ النباتات الطبية والعطرية ومدير معهد بحوث البساتين السابق، بأن مصر تنتج حوالي 70% من الإنتاج العالمي للياسمين، مؤكدًا أن الجودة المصرية في هذا المجال لا تضاهيها أي دولة، ما يمنحها ميزة تنافسية عالمية في سوق العطور.
مفارقة في سوق العطور
ورغم هذه الريادة، أوضح حمودة أن مصر تستورد عطورًا بأكثر من 360 مليون دولار سنويًا، ما يشكل تناقضًا كبيرًا بين حجم المواد الخام المتاحة وفرص التصنيع المحلي الضائعة.
توجه رئاسي لتصنيع العطور محليًا
كشف حمودة عن وجود توجيهات رئاسية بإقامة مصنع متخصص في إنتاج العطور داخل مصر، بهدف تعظيم الاستفادة من المواد الخام المحلية، وتقليل الاعتماد على الاستيراد.
بروتوكول تعاون مع شركة فرنسية
في إطار تنفيذ هذه التوجيهات، تم توقيع بروتوكول تعاون بين مركز البحوث الزراعية والهيئة العربية للتصنيع، من أجل إنشاء مصنع للعطور بالتعاون مع شركة فرنسية متخصصة.
مصنع جديد في الغربية.. القلب النابض للياسمين
وأشار حمودة إلى أنه سيتم إنشاء المصنع الجديد في محافظة الغربية، خلال العام الجاري، وهي المحافظة التي تضم أكبر مساحة منزرعة من نبات الياسمين على مستوى الجمهورية، وذلك بهدف الاستفادة من الإنتاج المحلي في صناعة العطور الراقية.
نظرة مستقبلية
يمثل هذا التوجه نقلة نوعية في مجال الصناعات الزراعية العطرية في مصر، خاصة مع توقعات بزيادة فرص التصدير وتوفير آلاف فرص العمل، فضلًا عن دعم الاقتصاد الوطني من خلال تقليل الواردات وزيادة حصيلة الصادرات.
