بقلم: وسام شداد
“إذا سمعت صوت بكائك سأضربك، ادخل غرفتك، وعندما تهدأ تعال إليّ!”
كم مرة قلت لطفلك: “لا أريد أن أسمع صوتك!”؟
تخيّل أن يقال لك ذلك وأنت تتألم… كيف سيكون شعورك؟
تخيّل أن يقف أحدهم أمامك وأنت حزين أو مختنق، ويقول لك هذه الكلمات…
غالبًا، ستشعر بأنك غير مسموح لك بالحزن أو التعبير، وأن مشاعرك عبء على من حولك.
الغريب أن هناك آباءً وأمهاتٍ يكررون هذه العبارات يوميًا لأطفالهم، أحيانًا دون قصد، بدافع “التهذيب” أو “التحكم”.
لكن الحقيقة هي أن:
كل مرة نمنع فيها الطفل من التعبير عن حزنه، نُعلّمه أن مشاعره خاطئة.
نبرمجه على الكبت، وعلى ارتداء “قناع القوة”، حتى وإن كان يصرخ من الداخل.
المشاعر ليست عيبًا،
والبكاء ليس ضعفًا.
والأمان الحقيقي هو أن يعرف الطفل أنه حينما يحزن أو ينزعج، هناك حضن ينتظره… لا عقوبة.
فلنراجع أنفسنا:
هل نستمع لأطفالنا؟
هل نحتويهم؟
أم نسكتهم لأن “السكوت راحة”؟
حين يعبّر طفلك عن نفسه، فهو لا يتجاوز الأدب،
بل يقول لك بصوتٍ خفي:
“أنا بحاجة لأن تفهمني.”
وأذكّركم أن طفل اليوم هو زوج أو زوجة الغد،
وكلما كررنا على مسامعه عبارة “الرجل لا يبكي”،
قرر أن يكبت مشاعره تمامًا.
وهنا، لا نتحدث فقط عن المشاعر السلبية، بل حتى الإيجابية منها.
لكن الصحيح والطبيعي والمقبول،
أننا كائنات شعورية،
ومشاعرنا من الضروري أن تُقدّر وتُحترم…
لكن – ونضع تحتها خطًا –
في الوقت المناسب، ومع الشخص المناسب.
