بقلم: وسام شداد
الرضا والصبر نِعمتان من الله، تمنحان الإنسان قوة داخلية ووعيًا وثقة.
أما الخضوع والاستضعاف، فهما إنذار داخلي بأن ثمة أمرًا في أعماقك يحتاج إلى أن يُرى ويُصلح، لتعودي فترين نفسك وتكرّميها كما تستحق.
دعيني أوضح الفارق…
عندما تكونين راضية وصابرة، فأنتِ إنسانة قوية، ترين الصورة كاملة، وتوقنين بأنكِ قمتِ بما عليكِ، ثم سلّمتِ النتائج لله بثقة وطمأنينة.
الرضا لا يعني أنكِ لا تشعرين، أو أنكِ لا تتمنين الأفضل…
بل يعني أنكِ تقبلين الواقع بإيمان بأن في الأمر حكمة، وأن وقت التغيير سيأتي حين يشاء الله.
أما الصبر، فليس ضعفًا، بل هو جلدٌ وعزمٌ ومقاومة راقية دون أن تنهاري أو تفقدي ذاتك.
كيف تتأكدين أنكِ تسيرين في طريق الرضا والصبر؟
تشعرين بسلام داخلي، حتى في أوقات التعب.
تستطيعين أن تقولي “أنا متعبة” دون أن تكسري نفسك.
لديكِ أمل، وتخطين خطوات، ولو كانت صغيرة.
تدافعين عن نفسك حين يلزم الأمر، وتعرفين كيف تقولين “لا” دون أن تجرحي أحدًا.
أما الخضوع والاستضعاف،
فهو استسلام سلبي لا ينبع من وعي، بل من خوف، أو من فقدان الثقة، أو من شعور بأنك لا تستحقين أو لا تقدرين.
هذا النوع من الاستسلام يجعلكِ ترضين بالقليل، حتى وإن كان يؤذيكِ، ويجعلكِ تصمتين عن الظلم، وتسيرين على أطراف أصابعك لإرضاء الآخرين.
كيف تميزين علامات الخضوع والاستضعاف؟
تشعرين أن صوتك غير مسموع، حتى داخل نفسك.
تصمتين عمّا يضايقكِ خوفًا من المواجهة.
تخشين أن تقولي “أنا متعبة” حتى لا يظنكِ الناس ضعيفة.
تلومين نفسك حتى وإن لم تكوني مخطئة.
💡 وإن أردتِ أن تتأكدي أنك تسيرين في الطريق الصحيح، وأنك فاعلة لا منفعلة، وأن تصرفاتكِ مدروسة،
فاسألي نفسك هذه الأسئلة الثلاثة بصدق:
1. هل أنا مرتاحة من داخلي؟
إن شعرتِ بسلام، فذلك رضا… وإن وجدتِ كتمانًا وغصة، فراجعي الموقف.
2. هل قراري نابع من إيماني بنفسي وبالله؟
أم من خوفي من الناس، أو من فقدان أحدهم؟
3. هل أنا واقفة في مكاني بإرادتي؟
أم أن الظروف أمسكت بيدي وقيدتني دون رغبة مني؟
