م / رمضان بهيج
التصعيد بين إيران وإسرائيل على الساحة الإقليمية دخل أسبوعه الثاني، مع استمرار الهجمات المتبادلة وارتفاع حدة التوترات. إليك تصور لما يدور الآن وما هو متوقع، وموقف مصر من هذه الأحداث:
الأحداث على الساحة بين إيران وإسرائيل وما يدور الآن:
هجمات إسرائيلية على منشآت إيرانية: شنت إسرائيل غارات جوية مكثفة على أهداف داخل إيران، بما في ذلك منشآت نووية وبنى تحتية عسكرية ومواقع إطلاق صواريخ في أصفهان وقم. كما استهدفت إسرائيل قيادات عسكرية إيرانية بارزة، منهم قادة في الحرس الثوري وقوة القدس، متهمة إياهم بتمويل وتسليح فصائل مثل حماس وحزب الله. إسرائيل تؤكد أن هذه العمليات ستستمر “طالما استلزم الأمر” للقضاء على “التهديد الوجودي” الذي يمثله البرنامج النووي الإيراني وصواريخها الباليستية.
ردود إيرانية: ردت إيران بإطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل، مستهدفة قواعد عسكرية إسرائيلية، على الرغم من أن معظمها تم اعتراضه من قبل الدفاعات الجوية الإسرائيلية. إيران غيرت سياستها الصاروخية لتركز على “الجودة بدل الكمية”، مستخدمة صواريخ أكثر دقة. كما أعلنت إيران عن اعتقال 22 شخصًا بتهمة “التجسس لحساب إسرائيل”.
فشل الجهود الدبلوماسية: فشلت المحادثات التي جرت في سويسرا وجنيف بين وزراء خارجية أوروبيين وإيرانيين في تحقيق اختراق. إيران أبدت استعدادها للدبلوماسية ولكن بشرط وقف “العدوان” الإسرائيلي.
تحذيرات من التدخل الأمريكي: حذرت إيران الولايات المتحدة بشدة من أي تدخل عسكري في الصراع، معتبرة ذلك “خطرًا جدًا على الجميع” و”سيؤدي إلى أضرار لا يمكن إصلاحها”. الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يدرس إمكانية التدخل العسكري، ولكن لم يتخذ قرار بعد.
استمرار حرب غزة: يتزامن هذا التصعيد مع استمرار وتكثيف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، حيث تتفاقم الأوضاع الإنسانية بشكل كبير، وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى ارتفاع مقلق في معدلات سوء التغذية بين الأطفال.
المتوقع بينهم:
تصعيد مستمر: من المرجح أن يستمر التصعيد العسكري بين الجانبين في المدى القريب، مع استهداف إسرائيل للمنشآت النووية الإيرانية والقيادات العسكرية، ورد إيران بهجمات صاروخية وطائرات مسيرة.
خطر اتساع الصراع: هناك قلق دولي متزايد من أن يؤدي هذا الصراع إلى حرب إقليمية أوسع نطاقًا، خاصة مع تحذيرات إيران من التدخل الأمريكي. استهداف المنشآت النووية الإيرانية يزيد من المخاوف بشأن البرنامج النووي الإيراني ويشجع إيران على المضي قدمًا فيه.
جهود دبلوماسية مكثفة: على الرغم من فشل المحادثات حتى الآن، فمن المتوقع أن تستمر الجهود الدبلوماسية من قبل القوى الأوروبية والأمم المتحدة لاحتواء الأزمة ومنع المزيد من التصعيد.
تأثير على الأمن الإقليمي: سيؤثر هذا الصراع بشكل كبير على الأمن والاستقرار في المنطقة بأسرها، وقد يؤدي إلى تداعيات اقتصادية وسياسية واسعة النطاق.
موقف مصر من هذه الأحداث:
تتابع مصر التطورات الحالية بين إيران وإسرائيل بقلق عميق وتؤكد على موقفها الثابت:
إدانة التصعيد: أدانت مصر الهجمات العسكرية الإسرائيلية على إيران، واعتبرتها “تصعيدًا بالغ الخطورة” و”تهديدًا للأمن الإقليمي والدولي” و”انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة”.
الدعوة إلى التهدئة: تدعو مصر باستمرار إلى التهدئة الفورية ووقف التصعيد العسكري والعودة إلى مسار المفاوضات الدبلوماسية. وتؤكد على عدم وجود حلول عسكرية للأزمات الإقليمية، بل حلول سياسية وسلمية فقط.
تحذير من الفوضى الإقليمية: حذرت مصر من خطورة انزلاق المنطقة إلى “حالة من الفوضى” نتيجة هذا التصعيد، مؤكدة أن “غطرسة القوة لن تحقق الأمن لأي دولة في المنطقة، بما في ذلك إسرائيل”.
العمل على احتواء الأزمة: تجري مصر اتصالات مكثفة مع الأطراف الدولية والإقليمية، مثل بريطانيا ودول الخليج، لمناقشة سبل احتواء الأزمة وتجنب صراع أوسع.
التركيز على الأمن الإقليمي: تشدد مصر على أهمية الحفاظ على سيادة ووحدة وسلامة الأراضي للدول، وتحقيق العدالة، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية.
قلق بشأن تداعيات غزة: لا تزال مصر تركز على الوضع الإنساني المتدهور في غزة وتطالب بوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات، معتبرة أن استغلال إسرائيل للصراع مع إيران لتكثيف عدوانها على غزة أمر مرفوض.
باختصار، الوضع متوتر للغاية وغير مستقر. مصر تسعى جاهدة لمنع اتساع دائرة الصراع، وتدعو إلى التهدئة والحوار، مؤكدة على أن الحلول العسكرية لن تجلب الاستقرار للمنطقة.
