بقلم: محمد زغله
في عمر الحادية عشرة فقط، تقف الطفلة ريماس محمد السيد صالح بثبات يدهش الكبار، تنشد بإحساس عميق وكأنها تحمل في صوتها إرثا من الروحانيات و المدائح التي رافقت كبار المنشدين على مرّ العصور.
بدأت ريماس رحلتها مع الإنشاد منذ أن كانت في الرابعة من عمرها، واكتشف موهبتها الفريدة القائمون على مركز شباب صفط الحنا، حين كانت لا تزال تدرس في المعهد الديني. هناك، بدأت الخطوة الأولى، وهناك أيضًا تلقت أولى التدريبات التي صقلت صوتها، حتى أصبحت من أبرز الأصوات الواعدة في المركز.
وعن من كان خلف موهبتها، تؤكد أسرتها: “الدعم الأول كان منا، خاصة في متابعة تدريباتها بالكورال وتشجيعها المستمر على تطوير نفسها”. وقد بدا واضحاً أن الاستمرارية والانضباط في التدريب منحها الثقة والتميز.
ريماس، رغم صغر سنها، تمتلك ذوقا فنياً ناضجا؛ فهي تعشق صوت المنشدة إيمان أبو العلا وتراها قدوة لها، كما أنها تستلهم أداء الشيخ سيد النقشبندي والشيخ نصر الدين طوبار، وتحفظ الكثير من أعمالهما عن حب وإعجاب.
وحين تسألها عن طموحها، لا تتردد في القول: “نفسي أبقى منشدة كبيرة زيهم.. يوصل صوتي للناس و يأثر في قلوبهم زي ما هم أثروا فنياً”.
وبهذه المناسبة، تتوجه الأسرة بخالص الشكر والتقدير إلى إدارة مركز شباب صفط الحنا، وعلى رأسهم المحاسب وليد درويش، على دعمهم المتواصل و احتضانهم للمواهب الصغيرة، وفتح المجال أمامها لتتألق وتحقق ذاتها.
ريماس ليست مجرد طفلة موهوبة، بل مشروع فني متكامل ينمو يومًا بعد يوم. بصوتها الملائكي، و خطواتها الثابتة، تفتح لنفسها طريقاً خاصا في عالم الإنشاد، وتحمل في حنجرتها الصغيرة رسالة كبيرة: أن الفن الحقيقي لا يعرف عمرا، بل يعرف الإخلاص والشغف فقط.

محرر صحفي مصري من مواليد محافظة القليوبية 1983، بدأ العمل في المجال الصحفي عام 2017، مهتم بتغطية الأحداث ، بجانب إجراء حوارات صحفية مع العديد من المسئولين، بجانب تغطية الأخبار المحلية في مصر، ومقدم برنامج نبض الشارع