القاهرية
العالم بين يديك

سفينة “مادلين” المتجهة إلى غزة: رحلة كسر الحصار والتحديات في عرض البحر

17

سويده احمد

في خطوة جريئة ومحفوفة بالمخاطر انطلقت سفينة “مادلين” من ميناء كاتانيا الإيطالي يوم 1 يونيو 2025 ضمن مبادرة “أسطول الحرية” في محاولة جديدة لكسر الحصار البحري المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من 17 عامًا. وعلى متن السفينة مجموعة من النشطاء الدوليين من بينهم الناشطة السويدية غريتا ثونبرغ والممثل الإيرلندي ليام كانينغهام، بالإضافة إلى كمية من المساعدات الإنسانية التي تشمل الغذاء والماء والأدوية والمعدات الطبية.
يواجه الطاقم تهديدات متواصلة في عرض البحر
منذ انطلاقها.تعرضت السفينة لعدد من التهديدات والمضايقات من قبل القوات الإسرائيلية. فقد تم رصد تحليق مستمر لطائرات مسيّرة فوقها بالإضافة إلى محاولة تشويش إلكتروني على أنظمة الملاحة والتواصل داخل السفينة. وأكدت مصادر من تحالف “أسطول الحرية” أن صافرات الإنذار دقت داخل السفينة بفعل التهديدات الأمنية المتصاعدة، مما أثار حالة من القلق بين من على متنها.
يوجد تحرك إسرائيلي مفاجئ على الرغم من أن الحكومة الإسرائيلية كانت قد أعلنت في البداية أنها لن تعترض السفينة ما لم تشكل تهديدًا أمنيًا فقد تراجعت عن هذا الموقف بسرعة، معتبرة أن السماح بوصول السفينة إلى غزة “يشكل سابقة خطيرة”. وفي الساعات الأولى من يوم الاثنين 9 يونيو 2025، أقدمت وحدة كوماندوز تابعة للبحرية الإسرائيلية على اقتحام السفينة في المياه الدولية، واعتقلت جميع من كانوا على متنها دون مقاومة تُذكر، وتم اقتياد السفينة إلى ميناء أشدود.
يوجد ردود فعل غاضبة وصف تحالف “أسطول الحرية” الاقتحام بأنه “جريمة حرب” و”انتهاك صارخ للقانون الدولي”، مطالبًا بفتح تحقيق دولي فوري ومحاسبة إسرائيل على أفعالها. كما اعتبرت حركة حماس أن ما حدث “إرهاب دولة منظم” داعية المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل.

بدورها، قالت البرلمانية الفرنسية ذات الأصول الفلسطينية ريما حسن، التي كانت ضمن طاقم السفينة إن الهجوم الذي نفذته البحرية الإسرائيلية جرى في المياه الدولية، مشددة على أن ما جرى يُعد “عمل قرصنة وعدوانًا على حقوق الإنسان”. توجد
السفينه تحنل أهمية رمزية وإنسانية هي لا تحمل “مادلين” فقط شحنة من المساعدات بل تحمل أيضًا رسالة إنسانية رمزية تهدف إلى لفت أنظار العالم إلى ما يعانيه المدنيون في غزة من حصار خانق ونقص حاد في الاحتياجات الأساسية. وقد أكدت منظمات دولية عديدة أن الوضع الإنساني في غزة يزداد سوءًا، في ظل استمرار الحصار والعدوان المتكرر.
سفينة “مادلين” هي ليست مجرد سفينة بل صوت ضمير عالمي يحاول إيصال رسالة إنسانية من خلال الوسائل السلمية. لكن اعتراضها في عرض البحر، واعتقال نشطائها يسلّط الضوء مجددًا على المعضلة القانونية والأخلاقية التي يطرحها الحصار على غزة، وعلى الحاجة إلى تحرك دولي جاد لإنهائه الحصار وفتح ممرات إنسانية آمنة ودائمة.

قد يعجبك ايضا
تعليقات