القاهرية
العالم بين يديك

رحلة في سطر

7

بقلم: سمر يوسف

لستُ جملةً في سطر،
بل أنا رحلةٌ كاملة،
فيها أيّام مرّت كأنّها لم تكن، وأيّامٌ أثقلتني، لكنها عبرت بلُطفٍ وشدّة.

أنا مَن تحكي الحكاية كلّ مرة وكأنّها تُروى لأوّل مرة،
بذات الحماسة، ونفس الضحكة، وبدهشةٍ لا تبهت.

أنا التي تهتزّ من كلمة،
لكنّها ما إن تسمع “قومي”،
حتى تقف، وتبتسم، وتُكمل.

أنا التي ترى الخير في كلّ شيء،
وتجد في كل ثلاثاء فرصةً جديدةً للمصالحة…
مع اليوم، ومع الناس، ومع نفسها.

أنا “المعلّمة”،
التي تكتب خواطرها على أوراقٍ صفراء،
وتعلّقها في قلبها قبل أن تعلّقها على مكتبها.

أنا مَن تحبّ أن توصل ما انقطع،
وتُعيد ما ظنّ الناس رجوعه مستحيلاً.
أنا من تنجذب للقلوب الطيّبة،
وتسعى لجبر خواطر المظلومين والمتعبين… ولو بكلمة.

حين أحزن،
أركض لأكتب منشورًا يُفرح،
علّه يُداوي أحدهم،
ويعود إليّ بدعوة طيّبة في وقتٍ أنا بأمسّ الحاجة إليه.

أنا التي تجد الأُنس في الصمت،
وتسمع صوتَ مَن لا صوت له.

أنا التي حاولت الدنيا أن تُسقطها،
وكلما وقعت… نهضت،
وكلّما جُرحت… داوت جراحها وأكملت.
أنا من تحمل على كتفيها أربعة جبال… لتوصلها إلى برّ الأمان.

أنا النقيض والنقيض:
قويّة، مُكافحة، وعنيدة،
وفي داخلي طفلة… طيّبة وبريئة.
شخصيّتي صلبة،
لكنّي أضعف أمام من أحبّ.

قلبي أنهكته التجارب،
لكنّه ما زال يُعطي، ويغفر.
روحي مرحة… ولكنها حكيمة.
أرى آيات الله في كلّ شيء،
ويملؤني اليقين بأنّ الخير آتٍ… وإن تأخّر.

أنا التي كتبت عن كلّ وجع،
ثم ضحكت عليه،
واحتضنت صرختها حتى سكنت،
ثم سكتت تمامًا.

أنا ابنة الحنين،
أسترجع الماضي بمحبّة لا بانتقام،
وأدركت أنّ بعض الأشخاص كان لا بدّ أن يمرّوا… كي أكون “أنا”.

أنا من تخشى الوداع،
وتخاف التعلّق بأيّ أحد أو أيّ شيء.
أنا من أنقذها الله،
وأبعد عنها من لا يستحق،
وزرع مكانهم من هم خيرٌ منهم.

علاقتي بنفسي بسيطة،
أُعطي دون أن أطلب،
وأفعل أكثر ممّا أقول.

أنا الشابّة التي عاش قلبها ألف عُمر،
وعبر عليه ألف زمن،
وما زال يؤمن بالمعجزات،
وما زال يحمل سلاحه: الدعاء

أنا حكمة صاغها الألم على نارٍ هادئة.
أنا مرآة نفسي،
أرى عيوبي ولا أخفيها،
وأعرف مزاياي وأُنميها.

أنا من تحب أن تضحك بصوتٍ عالٍ،
وضحكتها تملأ المكان فرحًا.
وكلّما كبرت،
أكتشف أن شيئًا بداخلي لا يكبر… ولا يشيخ.

أنا وزيرة السعادة ツ
أحمل في يدي وردة دوّار الشمس،
وأكتب بالأصفر دائمًا… على كلّ شيء.
(((أنا متفائلة ツ)))

وأكثر ما أفتخر به…
أنني ببساطة: أنا.

يقولون عنّي: بطلة، محاربة،
“استثنائية”… (((صولو)))
ولستُ أقبل أن أكون أقلّ من ذلك… أبدًا.

قد يعجبك ايضا
تعليقات