القاهرية
العالم بين يديك

الأعمال الصالحة في عشر ذي الحجة

14

بقلم:_ أحمد خالد

تُعد عشر ذي الحجة من أعظم الأيام في العام، وأفضلها عند الله تعالى، فقد أقسم بها في كتابه الكريم: “وَالْفَجْرِ، وَلَيَالٍ عَشْرٍ”، مما يدل على عظيم فضلها وعلوّ منزلتها. وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: “ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام العشر”، قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: “ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء”.

في هذه الأيام المباركة، تتضاعف الحسنات، وتُفتح أبواب الرحمة، ويُستحب فيها الإكثار من الطاعات، من صيام، وذكر، وقراءة قرآن، وصدقة، وصلة رحم، وبر الوالدين، وسائر أعمال الخير.

وقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يدركون عظمة هذه الأيام، فكانوا إذا رأوا هلال ذي الحجة، يخرجون إلى الأسواق فيكبرون، فيكبر الناس بتكبيرهم، حتى ترتجّ الطرقات والأسواق بالتكبير، في مشهدٍ إيمانيّ عظيم، يدل على الحفاوة التي كانوا يستقبلون بها هذه الأيام الجليلة.

ومن أهم العبادات في هذه الأيام: التكبير، وله صيغ متعددة، منها: “الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد”. ويُسنّ الجهر به في البيوت والأسواق والمساجد، إعلانًا لشكر الله وتعظيمًا له.

كما أن صيام الأيام التسعة الأولى من ذي الحجة، وخاصة يوم عرفة، له فضل عظيم، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يُكفّر السنة التي قبله والسنة التي بعده”.

ويأتي في ختام هذه الأيام عيد الأضحى المبارك، الذي يُعد موسمًا للفرح والسرور، ويتقرب فيه المسلمون إلى الله بالأضحية، إحياءً لسنة الخليل إبراهيم عليه السلام.

ختامًا، فإن عشر ذي الحجة فرصة ثمينة لا تُعوّض، وعلى كل مسلم ومسلمة أن يغتنمها بالإكثار من الأعمال الصالحة، والتقرب إلى الله، رجاءً في رحمته ومغفرته، وعلوّ منزلته.

وكل عام وأنتم بخير.

قد يعجبك ايضا
تعليقات