القاهرية
العالم بين يديك

فريضة الحج

49

بقلم _ حسن محمود الشريف
ان فريضة الحج هى من أفضل العبادات ، وأجل الطاعات ، وهو أحد أركان الإسلام الذي بعث الله به محمداً صلى الله عليه وسلم ، والتي لا يتم دين العبد إلا بها وهى الركن الخامس من أركان الإسلام، لقول النبي محمد ﷺ:«بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت من استطاع إليه سبيلا»،والحج فرض عين على كل مسلم بالغ قادر على نفقته ونفقة من يعول.
قال تعالى” وَأَذِّن فِي ٱلنَّاسِ بِٱلۡحَجِّ يَأۡتُوكَ رِجَالٗا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٖ يَأۡتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٖ ” ، وأداء فريضة الحج عند المسلمين تكون إلى مدينة مكة في موسم محدد من كل عام، وله شعائر معينة تسمى مناسك الحج، وهو واجب لمرة واحدة في العمر لكل بالغ قادر من المسلمين،
وتبدأ مناسك الحج بأن يقوم الحاج بالإحرام من مواقيت الحج المحددة، ثم التوجه إلى مكة ليقوم بطواف القدوم، ثم التوجه إلى مِنَى لقضاء يوم التروية في الثامن من شهر ذي الحجة ثم التوجه إلى عرفة لقضاء يوم عرفة،ولقول النبي – ﷺ – : ” الحج عرفة ” ثم بعد الانتهاء من يوم عرفة يتوجه الحجيج إلى المشعر الحرام لقوله تعالى :
” لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُواْ فَضْلًا مِّن رَّبِّكُمْ ۚ فَإِذَآ أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَٰتٍۢ فَٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ عِندَ ٱلْمَشْعَرِ ٱلْحَرَامِ ۖ وَٱذْكُرُوهُ كَمَا هَدَىٰكُمْ وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِۦ لَمِنَ ٱلضَّآلِّينَ” ، ثم بعد ذلك يذهب الحجيج ليرمي الجمرات في مِنَى جمرة العقبة الكبرى، ويعود الحاج إلى مكة ؛ ليقوم بطواف الإفاضة، ثم يعود إلى مِنَى لقضاء أيام التشريق بعد أن يتحلل من الإحرام، ويرمي الحاج الجمرات الكبرى والوسطى والصغرى ، ويعود الحاج مرة أخرى إلى مكة ؛ ليقوم بطواف الوداع ومغادرة الأماكن المقدسة بعد الانتهاء من أداء المناسك. قال تعالى : ” فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا ۗ فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ،وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾
وفريضة الحج لها ثواب عظيم وأجر كبير عند رب العالمين وهذا يظهر من الحديث الذي رواه سيدنا عبدالله ابن عمر – رضي الله عنهما – قال: كنت جالسًا مع النبي – صلى الله عليه وسلم – في مسجد منى فأتاه رجل من الأنصار ورجل من ثقيف فسلما ثم قالا: يا رسول الله جئنا نسألك، فقال: إن شئتما أخبرتكما بما جئتما تسألاني عنه فعلت، وإن شئتما أن أمسك وتسألاني فعلت؛ فقالا: أخبرنا يا رسول الله، فقال الثقفي للأنصاري سل، فقال: أخبرني يا رسول الله، فقال: جئتني تسألني عن مخرجك من بيتك تؤم البيت الحرام ومالك فيه، وعن ركعتيك بعد الطواف ومالك فيهما، وعن طوافك بين الصفا والمروة ومالك فيه، وعن وقوفك عشية عرفة ومالك فيه، وعن رميك الجمار ومالك فيه، وعن نحرك ومالك فيه مع الإفاضة.
فقال: والذي بعثك بالحق لعن هذا جئت أسألك؛ قال: فإنك إذا خرجت من بيتك تؤم البيت الحرام لا تضع ناقتك خفا ولا ترفعه إلا كتب الله لك به حسنة ومحا عنك خطيئة، وأما ركعتاك بعد الطواف كعتق رقبة من بني إسماعيل – عليه السلام – وأما طوافك بالصفا والمروة كعتق سبعين رقبة، وأما وقوفك عشية عرفة فإن الله يهبط إلى سماء الدنيا فيباهي بكم الملائكة، يقول: عبادي جاؤوني شعثا من كل فج عميق يرجون جنتي فلو كانت ذنوبكم كعدد الرمل أو كقطر المطر أو كزبد البحر لغفرتها أفيضوا عبادي مغفورًا لكم ولمن شفعتم له وأما رميك الجمار فلك بكل حصاة رميتها تكفير كبيرة من الموبقات وأما نحرك فمذخور لك عند ربك، وأما حلاقك رأسك فلك بكل شعرة حلقتها حسنة ويمحى عنك بها خطيئة، وأما طوافك بالبيت بعد ذلك فإنك تطوف ولا ذنب لك يأتي ملك حتى يضع يديه بين كتفيك؛ فيقول: اعمل فيما تستقبل فقد غفر لك ما مضى.
نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن ييسر لنا ولكم الحج والعمرة والزيارة،
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

قد يعجبك ايضا
تعليقات