القاهرية
العالم بين يديك

اتقوا الله فى أنفسكم

8

م/ رمضان بهيج

احذروا من وعود “حج الزيارة” غير النظامي!

الحج هو ركن أساسي في الإسلام، وشعيرة عظيمة يتوق إليها كل مسلم. يقول الله تعالى: “ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا”. هذه الاستطاعة تشمل القدرة المادية والصحية لأداء المناسك. ومع هذا الشوق العميق لأداء الفريضة، تظهر أحياناً ممارسات خاطئة تستغل رغبة البعض في الحج على الرغم من ضعف إمكانياتهم المادية. من أخطر هذه الممارسات ما يُعرف بـ “حج الزيارة” أو “الحج غير النظامي”.

“حج الزيارة” هو مصطلح يطلق على محاولات أداء فريضة الحج دون الحصول على تصريح حج رسمي من السلطات السعودية. يلجأ بعض الأشخاص إلى هذه الطريقة ظناً منهم أنها أقل تكلفة، أو لأنهم لم يتمكنوا من الحصول على تصريح نظامي. ومع ذلك، فإن هذه الممارسة ممنوعة منعاً باتاً في المملكة العربية السعودية، وتترتب عليها عواقب وخيمة لا تُحمد عقباها.

لقد سمعنا وشهدنا تجارب شخصية مؤلمة لمن وقعوا في فخ “حج الزيارة”. فبدلاً من أن تكون أيام الحج هي الأيام الأفضل في حياة المسلم، تتحول إلى كابوس حقيقي. تخيلوا معي:

معاملة سيئة: تتعرضون لمعاملة قاسية من قبل الجهات الأمنية، تصل إلى الاحتجاز والترحيل، مما يشوه قدسية هذه الرحلة الروحانية.

غياب الحماية: في حال تعرضكم لأي مكروه، لا قدر الله، سواء كان مرضاً مفاجئاً أو حادثاً، فإنكم لستم مسجلين لدى السلطات السعودية. هذا يعني أنكم لن تحصلوا على الرعاية الطبية اللازمة، أو أي مساعدة قانونية، أو حتى القدرة على التواصل مع ذويكم.

ضياع المال والجهد: الأموال التي دفعتموها للحصول على “تأشيرة زيارة” بهدف الحج تذهب سدى. وتفقدون جهدكم ووقتكم الذي قضيتموه في محاولة الوصول إلى الديار المقدسة بطريقة غير شرعية.

عواقب قانونية: قد تُفرض عليكم غرامات مالية كبيرة، وقد تمنعون من دخول المملكة العربية السعودية لفترات طويلة في المستقبل.

تجربة شخصية:
لقد مررت بتجربة شخصية مع “حج الزيارة” وكانت بالفعل أسوأ أيام حياتي. فبدلاً من أن أعيش الأجواء الروحانية وأتفرغ للعبادة، كنت في قلق وخوف دائم من الوقوع في المشاكل. كانت تجربة مليئة بالضغوط النفسية والمعاملة غير اللائقة، وندمت ندماً شديداً على هذا القرار.

نصيحة من القلب:
يا من تتوقون إلى أداء فريضة الحج، اتقوا الله في أنفسكم. لا تعرضوا أنفسكم للمخاطر والعواقب الوخيمة. التزموا بالطرق النظامية للحج، وابذلوا قصارى جهدكم للحصول على تصريح حج رسمي. قد يتطلب الأمر بعض الصبر والتخطيط المسبق، ولكنه يضمن لكم أداء فريضتكم بأمان وراحة بال، وتركيز كامل على العبادة.

تذكروا دائماً أن الاستطاعة شرط للحج، وهي تشمل القدرة على أداء الفريضة بطريقة شرعية ونظامية. فالحج ليس مجرد زيارة لأرض مقدسة، بل هو عبادة عظيمة تتطلب الطاعة والالتزام بأوامر الله ورسوله، وبما تضعه الجهات المسؤولة لتنظيم هذه الشعيرة العظيمة.

قد يعجبك ايضا
تعليقات