القاهرية
العالم بين يديك

دار ابتلاء وسر النجاح: التوكل والعمل دون تعلق بالنتائج”

7

بقلم: أحمد خالد

في عالم يموج بالتحديات والفتن، نحتاج إلى بوصلة روحية وواقعية توجهنا لنفهم مغزى وجودنا في هذه الحياة. والإدراك الحقيقي يبدأ حين نُسلم يقينًا أننا في دار ابتلاء، وأن اجتيازنا لهذه الدار لا يكون إلا بالتوازن بين الصبر والسعي، وبين التوكل والعمل.

قال تعالى: (ليس لك من الأمر شيء)، في هذه الآية تتجلى حقيقة جوهرية؛ أن النتائج ليست بأيدينا، وأن الأمر كله لله. دورنا أن نبذل أقصى ما نستطيع من جهد، ونسعى بكل طاقتنا في الأخذ بالأسباب، دون تعلق أو استسلام للقلق بشأن ما ستؤول إليه الأمور.

النجاح في الدنيا لا يُقاس فقط بالنتائج، بل بنيّة العمل، وثبات القلب، وحسن الظن بالله. والآية الأخرى تؤكد هذا المعنى: (لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم، كل في كتاب، إن ذلك على الله يسير). التوازن النفسي والروحي في التعامل مع تقلبات الحياة هو مفتاح الاستقرار والرضا.

فلنجعل شعارنا: استعن بالله ولا تعجز. فالتوكل الصادق لا يعني التواكل، بل هو بذل وسعي دون يأس، مع قلب معلق برحمة الله لا بنتائج الدنيا.

نسأل الله أن يوفقنا لما يحب ويرضى، وأن يجعلنا من الناجحين في الاختبار، الفائزين بالثواب.

وفقكم الله جلّ علاه لما فيه الخير والفلاح.

قد يعجبك ايضا
تعليقات