بقلم _ زينب الشريف
في بعض الأحيان، نستيقظ أو نمضي وقتنا كالمعتاد، ثم بشكل مفاجئ نشعر بضيق في الصدر، ثِقَل في النفس، ورغبة في البكاء أو الهروب من كل شيء حولنا. نتسائل : “لما نشعر بالخنقة؟” لكننا لا نجد إجابة محددة.
في الوافع، الشعور بالاختناق النفسي لا يأتي من فراغ، بل في الأغلب يكون نتيجة تراكمات داخلية لم ننتبه لها. أما عن الأسباب المحتملة، وطرق التعامل معها، فسوف نتناولها فيما يلي:
أولًا:أسباب الشعور بالخنقة:
1. المشاعر السلبية المتراكمة:
قد نتعرض لمواقف مؤلمة، كلمات جارحة، أو ضغوط نفسية ونتجاهلها ظنًا أنها قد “عدّت”، لكنها في الحقيقة تبقى بداخلنا وتتراكم حتى نصل لحد الانفجار في شكل اختناق نفسي.
2. الضغط المستمر دون توقف:
عندما يعيش الإنسان في دوامة من المسؤوليات اليومية، دون أن يمنح نفسه وقتًا للراحة أو التعبير عن ذاته، يشعر مع الوقت بالإرهاق العقلي والنفسي، وهذا بدوره يسبب الضيق.
3. كتمان المشاعر:
البعض يظن أن كتم الغضب أو الحزن هو نوع من القوة، لكنه في الواقع يثقل القلب والعقل، ويجعل الجسد يصرخ بما لا نستطيع قوله بمجرد كلمات.
ثانيًا: طرق التعامل مع هذا الشعور.
1. أن نعترف بمشاعرنا:
لا تُنكِر ما تشعر به. الاعتراف أنك لست بخير هو أول خطوة نحو الشفاء.
2. التنفيس والتعبير:
تحدث مع شخص تثق به، اكتب ما تشعر به على ورقة، أو حتى ابكِ إن احتجت لذلك. التنفيس عن المشاعر يقلل من حدّتها، فهذه العادة مهمة، مهما بلغ عمرك.
3. تنظيم الوقت وتخفيف الضغط:
حاول أن تضع فترات راحة في يومك، مارس شيئًا تحبه، أو حتى فقط اجلس في هدوء لدقائق دون التفكير في شيء.
4. الاقتراب من الله:
اللجوء إلى الله، حتى ولو بكلمات بسيطة، يمنح القلب طمأنينة، ويُشعر الإنسان بأنه ليس وحده، فهذه عادة يجب أن تحتل المرتبة الأولى في يومك.
5. الاهتمام بالجسد، والصحة:
عدم السهر لأوقات طويلة، شرب الماء، ممارسة الرياضة أو حتى المشي الخفيف، كلها عوامل تُحسِّن من الحالة النفسية بشكل كبير.
في النهاية،
الشعور بالخنقة ليس ضعفًا، بل علامة من جسدك ونفسك أنك بحاجة إلى التوقف، وإعادة ترتيب أولوياتك، والاعتناء بنفسك أكثر. لا تتجاهل ما تشعر به، وامنح نفسك حقها في الفهم والراحة.
