م/ رمضان بهيج
إن أيام العشر من ذي الحجة تحمل في طياتها نفحات إيمانية عظيمة وبركات جليلة، وهي بحق من أعظم الأيام في تاريخ البشرية لما لها من فضل عند الله عز وجل.
هذه الأيام المباركة هي منحة ربانية لعباده، فرصة للتزود من الخيرات، والتوبة الصادقة، والتقرب إلى الله بالأعمال الصالحة. فيها تتجلى معاني عظيمة كالتضحية والفداء، والوحدة بين المسلمين، والتكبير والتهليل الذي يملأ الأرجاء.
في هذه العشر الأوائل من ذي الحجة، يُستحب الإكثار من الأعمال الصالحة كالصيام، والصدقة، وقراءة القرآن، والذكر والدعاء، وصلة الأرحام. إنها أيام يُضاعف فيها الأجر، وتُرفع فيها الدرجات، وتُجاب فيها الدعوات بإذن الله.
ويبلغ فضل هذه الأيام ذروته في يوم عرفة، يوم المغفرة والعتق من النار، حيث يقف الحجاج على صعيد عرفات متضرعين إلى الله بقلوب خاشعة، وتتوحد فيه ألسنتهم بالدعاء والتلبية.
ثم يأتي عيد الأضحى المبارك، ذكرى فداء سيدنا إسماعيل عليه السلام، وتجسيدًا لمعاني التسليم لأمر الله والتضحية في سبيله. فيه يتقرب المسلمون إلى الله بالأضاحي، ويشاركون فرحة العيد مع الأهل والأحباب والفقراء والمساكين.
حقًا إنها أيام عظيمة، أيام خير وبركة، تستحق منا الاستغلال الأمثل والاجتهاد في الطاعات، لعلنا نفوز برضا الله وجنته. فلنجعل من هذه الأيام محطة للتغيير نحو الأفضل، ولنجدد فيها إيماننا وعزمنا على السير على طريق الحق والهدى.
أحبتي هناك نعم صغيرة ذات آثار كبيرة قد يغفل الإنسان عن استشعار قيمتها لاعتياده عليها وما إن يفقدها لاسمح الله يدرك حجم أهميتها وسر استدامتها ونمائها هو تجديد شعور الامتنان لله خالقها “لئن شكرتم لأزيدنّكم” لك الحمد والشكر ياوهاب على نعمك الظاهرة والباطنة صغيرها وكبيرها فكلنا من آياتك وكل مافينا نعم لم ندرك أهميتها (وَفِي أَنفُسِكُمْ ۚ أَفَلَا تُبْصِرُونَ)…
(من دعاء ابو بكر المولى حفظة الله ورعاه)
اللهم إني ألوذ إليك بكل أحوالي فأنت وحدك من يهتم لحالي ألوذ إليك بجل زلاتي فأنت وحدك من يقبلني ويرحمني اللهم اني آتيك وكلي يقين بأنك غافر الذنب وكاشف الكرب وقابل التوبة وأنك أرحم بنا من أنفسنا ومن أمهاتنا اللهم فقنا مانخافه وأدخلنا في رحمتك وانت اعلم بما سوف اقول فقني القول وصل اللهم وسلم وبارك على عبدك ورسولك سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا…
