القاهرية
العالم بين يديك

لا للعنف ضد النساء

10

بقلمي علي بدر سليمان

تنظر شاحبة الوجه إلى غروب
الشمس وعلى وجنتيها ترتسم معالم
الأسى والحزن والألم.
كم أنت قاسية أيتها الحياة وبائسة
تقسين على أزهارك الجميلة التي
تنثر العبق في أرجاء المعمورة.
يطيب لها أن تصرخ وتستغيث
لكنها لا تستطيع فهي غارقة في
الفوضى.
قالت لي ذات يوم أنها تفضل الموت
على الذل والهوان.
لكنني لم أستطع أن أرد الظلم عنها
فهي مسجونة في ذلك الخاتم الذي لطالما
حلمت في ذات يوم أن تلبسه.
وثوب زفافها ناصع البياض قد تلطخ بدمائها
الزكية لم تكن تعلم أنها وبيوم من الأيام
قد تلعن كل تلك السنين التي عاشت فيها
أسوأ لحظات حياتها.
لقد عاشت عمرها من أجل تلك اللحظات
كانت تعتقد بأنها أسعد لحظات حياتها
لكن الصدمة كانت كبيرة بالنسبة لها.
تتقطع أوصالها ويستباح جسدها الجميل
دون أي رحمة أو رادع أو أخلاق تحد
من أفعال تلك الوحوش البشرية.
أين منظمات حقوق الإنسان مما تفعله تلك
الكائنات البشرية المتوحشة في جسدك
الطاهر وأين الحب وأين العدالة وأين
كرامة الإنسان مما يحدث بك.
مسكينة أيتها الفتاة الحسناء لقد جلب
لك جسدك الجميل العار والذل والهوان
بعدما كنت تفاخرين بجمالك أمام المرآة
وأمام صديقاتك من الفتيات الأخريات.
هل أصبح الجمال عيبا أم أنك أصبحت
تلعنين تلك الشفاه التي قبلها ذلك الساقط
سارق البسمات من شفاه المحبين.
لم يعد يرأف بك ذلك العالم المتلون
بل أصبح يقتات على جسدك الجميل
ويزرع أشواكه المسمومة داخل
جسدك النحيل.
متى سينتهي الظلم وتصبحين قادرة
على الدفاع عن نفسك وعن جسدك
الطاهر أمام كل أولئك المجرمين
أصحاب العقول الضيقة والمنغلقة
والحمقاء .

قد يعجبك ايضا
تعليقات