في حديث خاص، فتحت لنا الدكتورة رشا العمري محمد، أخصائي أمراض الباطنة بمستشفى الشرطة بالعجوزة، قلبها قبل عيادتها، لتشاركنا رؤيتها عن الطب كرسالة إنسانية سامية، لا مجرد مهنة. تحدثت عن بداياتها، ورحلة شغفها، وأكدت أن الأمراض المزمنة مثل الضغط والسكر تحتاج صداقة لا مواجهة، ورعاية لا إهمال. إليكم تفاصيل الحوار:
– في البداية، من هي د. رشا العمري؟
أنا أخصائي الباطنة العامة بمستشفى الشرطة بالعجوزة. اخترت هذا التخصص لأنه شامل ويمنح الطبيب خبرة واسعة في التعامل مع المرضى. علاقتي بالمرضى تتجاوز كونها علاقة “كشف”، فهي مبنية على الصداقة والود، وهذا ما يجعل المتابعة الطبية أكثر نجاحًا وإنسانية.
– ما الذي دفعك لدخول مجال الطب واختيار الباطنة تحديدًا؟
منذ طفولتي، كان حلمي أن أصبح طبيبة. والدتي – رحمها الله – كانت الداعم الأول والأكبر لي، بذلت كل ما بوسعها لأحقق حلمي، وكانت بمثابة الأم والأب في آنٍ واحد.
اخترت الباطنة لأنها تتعامل مع أمراض مزمنة تحتاج المتابعة، وأنا أحب متابعة الحالات عن قرب، وأن أفرح بشفاء المريض ورجوعه لحياته الطبيعية.
– كيف ترين أمراض الضغط والسكر؟
هما من أكثر الأمراض المزمنة شيوعًا، لكن التعايش معهما لا يعني الاستسلام، بل التفاهم مع المرض ومراقبته باستمرار. الإهمال في التعامل مع هذه الأمراض له عواقب خطيرة.
– ما النصائح التي تقدمينها لمرضى الضغط والسكري؟
الوعي هو السلاح الأقوى. يجب الالتزام بنظام غذائي صحي، تجنب المأكولات الضارة، ممارسة الرياضة، والابتعاد عن التوتر. الثقافة الصحية للمريض تحدث فارقًا كبيرًا في تحسن حالته.
– ما أبرز التحديات التي تواجهك مع المرضى؟
أصعب ما أواجهه هو إهمال بعض المرضى لصحتهم، سواء بعدم الالتزام بالعلاج أو بعدم فهم طبيعة مرضهم. غياب الوعي قد يؤدي لتدهور الحالة دون داعٍ.
– ما هي أساسيات الوقاية برأيك؟
نظام غذائي متوازن، رياضة منتظمة، وزن مثالي، واستشارة الطبيب عند الحاجة، دون الإفراط في تناول الأدوية.
– من هو مثلك الأعلى؟
قدوتي في الحياة هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وأتبع سنته في كل شيء. أما في مجال الطب، فهناك العديد من الأساتذة الذين تعلمت منهم، وأخص بالذكر الأستاذ الدكتور حسام موافي، الذي أُعجب بأسلوبه البسيط في توصيل المعلومة.
– بماذا تنصحين الحوامل المصابات بالضغط أو السكر؟
المتابعة الدقيقة مع الطبيب، مراقبة مستمرة للضغط والسكر، واتباع نظام غذائي صارم. لا يجب تناول أي دواء إلا تحت إشراف طبي.
– ما هي طموحاتك؟
أن أرى الجميع في صحة وسلام، وأن أظل أقدم أفضل رعاية ممكنة لمرضاي. أتمنى لكل إنسان راحة بال وطمأنينة.
– كلمة أخيرة للأطباء؟
أنصتوا جيدًا للمريض، خذوا منه تاريخه المرضي بدقة، تابعوه عن قرب، وكونوا صبورين. قدموا النصيحة دومًا، وحرصوا على أن يفهم المريض حالته ليشارك في العلاج بوعي.
واختتمت حديثها قائلة:
الثقة بالله هي أساس الراحة النفسية، وما يأتي من الله هو دائمًا الخير، حتى وإن لم ندركه في البداية. بعد كل عسر، هناك يسر، وهذه هي سنة الحياة.
