القاهرية
العالم بين يديك

اعذروا الشباب

13

بقلم: أحمد خالد

اعذروا الشباب، أولئك الذين تلتهمهم دوامة الحياة من شروق الشمس حتى ما بعد غروبها. اعذروا من يقضي 12 و13 ساعة خارج منزله، يركض خلف لقمة العيش، يسرق النوم ساعات قليلة فقط، ليعود في اليوم التالي إلى نفس الدائرة من الالتزامات.

اعذروا ذلك الشاب الذي بالكاد يرى والدته وأهله، لأن الوقت لا يكفي، والمسؤوليات أكبر من عمره، والمطلوب منه أكثر مما يُحتمل. بين ضغط العمل، ومتطلبات الحياة، وتقلبات الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، ضاعت ملامح الراحة، وتلاشت لحظات الهدوء.

هناك من يفكر في عمله حتى في يوم إجازته، لا لشيء سوى أنه يحاول أن يثبت نفسه، أن لا يُقصى من سباق لا يرحم أحدًا. ربما يعمل في عطلته، ربما لا يعرف أصلاً طعم الإجازة، لأن التزامه أصبح أقوى من رغبته في الراحة.

اعذروا من لم يعد يجد وقتًا ليخرج أو يستمتع كما كان يفعل من قبل. من كُبّلت حريته بظروف أقوى منه، وأحلام مؤجلة، وحياة تسير بسرعة لا تمنح أحدًا فرصة لالتقاط أنفاسه.

ومع ذلك، لا تظنوا أنهم نسوكم. إن قصّروا في السؤال، فذلك لأنهم فقدوا حتى القدرة على سؤال أنفسهم عن حالهم. فالوضع النفسي والاجتماعي الذي يعيشونه أنهكهم حتى نسوا أنفسهم، وضاعوا بين المتطلبات والضغوط.

اعذروا الشباب… ليس لأنهم لا يريدون، بل لأنهم لم يعودوا يقدرون.

قد يعجبك ايضا
تعليقات