القاهرية
العالم بين يديك

خطرٌ صامت يهدّد السيارات وأرواح المواطنين

22

 د _ عيد علي

في الوقت الذي يواجه فيه المواطن المصري ضغوطًا معيشية متزايدة يطلّ خطرٌ آخر من نافذة محطات الوقود خطر لا يُرى بالعين المجردة لكنه قادر على إلحاق أضرار جسيمة بالمركبات وقد يهدد الأرواح أيضًا. إنه غشّ البنزين الظاهرة التي بدأت تتسلل إلى السوق المحلية وتُثير مخاوف جدّية بين المواطنين والخبراء على حدّ سواء.

أشكال الغش: الكيروسين والماء بدلًا من الوقود النقي

تشير تقارير وشهادات سائقين إلى تفشّي عدة طرق لغشّ البنزين أبرزها:

خلط البنزين بمواد ضارة كالكيروسين أو “التنر” أو الماء.

التلاعب بنوع الأوكتان كبيع بنزين 80 على أنه 92 أو 95.

تخزين الوقود في خزانات غير صالحة مما يؤثر على جودته.

أضرار فادحة يدفع ثمنها المواطن

هذا الغشّ لا يتوقف عند حدود الغش التجاري فحسب بل يسبب أضرارًا فنية جسيمة لمحركات السيارات ويؤدي إلى:

تقليل كفاءة الأداء واستهلاك مفرط للوقود.

أعطال متكررة قد تصل إلى تلف كامل في المحرك.

مخاطر احتراق المركبة في حال وجود شوائب قابلة للاشتعال.

أبعاد اقتصادية لا يُستهان بها

ليست الخسائر فنية فقط بل تمتد إلى الجانب الاقتصادي للدولة والمواطن حيث يُهدَر ملايين الجنيهات على إصلاح الأعطال فضلاً عن التأثير السلبي على قطاع النقل العام والخاص وزيادة الطلب على قطع الغيار المستوردة وهو ما يضغط على ميزان التجارة.

ثغرات في الرقابة وغياب الوعي

رغم الجهود المبذولة من الأجهزة الرقابية إلا أن بعض محطات الوقود غير الملتزمة ما زالت تنجح في التحايل على القوانين مستغلةً ضعف الرقابة وغياب الوعي الكافي لدى المستهلك.

كيف يميّز المواطن البنزين المغشوش؟

من أبرز العلامات التي قد تشير إلى وجود غش في الوقود:

بطء غير معتاد في حركة السيارة أو انطفاء مفاجئ للمحرك.

زيادة ملحوظة في استهلاك الوقود.

اهتزازات غريبة أو أصوات غير مألوفة تصدر من المحرك.

ما الحل؟

فرض رقابة صارمة على محطات الوقود وتكثيف الحملات التفتيشية.

تغليظ العقوبات على المحطات المخالفة، وصولاً إلى الإغلاق والسجن.

إطلاق حملات توعية للمواطنين بشأن حقوقهم وطرق اكتشاف البنزين المغشوش.

توفير أجهزة كشف سريعة وجودتها مضمونة داخل المحطات الكبرى

غشّ البنزين ليس مجرد مخالفة تجارية بل جريمة مكتملة الأركان في حق المواطن والدولة. وبينما تقع المسؤولية على عاتق الجهات الرقابية فإن للمواطن دورًا مهمًّا بالإبلاغ عن أي شبهة لأن التستر على الغش هو مشاركة ضمنية فيه.

قد يعجبك ايضا
تعليقات