القاهرية
العالم بين يديك

وأغرس الفسيلة

7

م/ رمضان بهيج

إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها .
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليفعل)) إن هذا الحديث يعلمنا فيه النبي صلى الله عليه وسلم دروساً عظيمة من أعظمها الإيجابية في حياة المسلم، إذ لابد أن يكون المسلم إيجابياً .

يا له من حديث عظيم يحمل في طياته معاني جليلة! قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليفعل)) يضيء لنا دروب الحياة بنور الأمل والإيجابية، ويغرس في نفوسنا بذور العمل والسعي حتى آخر لحظة.
هذا الحديث النبوي الشريف ليس مجرد توجيه عابر، بل هو دستور عمل للمسلم الحق، الذي ينظر إلى الحياة بمنظار التفاؤل والإنتاجية. إنه يعلمنا أن الإيجابية ليست مجرد شعار نرفعه، بل هي سلوك عملي يتجسد في أدق تفاصيل حياتنا. حتى في أحلك الظروف، وحتى عندما تلوح نهاية العالم في الأفق، يظل للمسلم دور يلعبه، وعمل يؤديه.
تأمل معي هذا المشهد العجيب: الساعة تقوم، إيذاناً بانتهاء هذه الدنيا الفانية، وفي يد أحدنا فسيلة صغيرة، نبتة تحتاج إلى عناية ورعاية لتنمو وتثمر. في هذه اللحظة الرهيبة، لا يأمرنا النبي صلى الله عليه وسلم باليأس والاستسلام، بل يحثنا على زرع هذه الفسيلة إن استطعنا. أي درس أعظم من هذا في الإيجابية والعمل الدؤوب؟
إن هذا التوجيه النبوي الكريم يرسخ في أذهاننا عدة مفاهيم عظيمة:

قيمة العمل في الإسلام: الإسلام دين العمل والإنتاج، ولا يعرف الكسل أو التواكل. حتى في أصعب الظروف، يظل العمل عبادة وقربة إلى الله.

الإيجابية والتفاؤل: المسلم الحق متفائل بطبعه، ينظر إلى المستقبل بعين الرجاء، ويسعى دائماً لترك بصمة إيجابية في هذه الحياة.

استغلال الوقت: حتى آخر لحظة في عمر الدنيا، هناك قيمة للوقت وللعمل. لا يوجد وقت ضائع في حياة المسلم المنتج.

الأثر الطيب: حتى لو لم نرَ ثمرة عملنا في هذه الدنيا، فإن نيتنا الصادقة وعملنا الطيب له أثر عند الله، وربما يكون له نفع من بعدنا.

إن هذا الحديث يدعونا جميعاً إلى أن نكون فاعلين في مجتمعاتنا، وأن نترك بصمات إيجابية في كل مكان نذهب إليه. سواء كان هذا العمل كبيراً أو صغيراً في نظرنا، فإنه يحمل قيمة عظيمة عند الله وعند الناس. فلنغرس بذور الخير أينما كنا، ولنسعَ دائماً نحو الأفضل، حتى آخر لحظة في حياتنا.
فلنتعلم من هذا الحديث الشريف أن الإيجابية ليست مجرد أمنية، بل هي عمل وسعي وجهد. ولنجعل من حياتنا سلسلة متواصلة من الأعمال الصالحة التي تنفعنا وتنفع غيرنا، حتى نلقى الله عز وجل وقد تركنا في هذه الدنيا أثراً طيباً يشهد لنا بالإيجابية والعمل الدؤوب

قد يعجبك ايضا
تعليقات