القاهرية
العالم بين يديك

ترامب يعود إلى العرش بلا تاج: هيمنة بالصفقات أم فراغٌ صنعناه؟

10

بقلم: محمود سعيد برغش

ليس ملكًا، لكنه يتصرف كواحد. ليس وصيًا رسميًا، لكنه يتحدث وكأن الشرق الأوسط ولاية أمريكية جديدة. دونالد ترامب، الرئيس الأميركي الـ47، لم ينتظر طويلًا بعد عودته إلى البيت الأبيض في يناير 2025 حتى يستأنف لعبته المفضلة: التفاوض على كرامة الشعوب، وتوزيع النفوذ بمنطق التاجر لا الحاكم.

عودة بنكهة الهيمنة
في سابقة تاريخية، عاد ترامب إلى البيت الأبيض بولاية غير متتالية، مواصلًا نهجه المثير للجدل: قرارات تنفيذية متسارعة، لغة عدائية، وسياسات هجومية لا تخلو من استعلاء. لكن الشرق الأوسط، مرة أخرى، كان ساحة نفوذه الأولى.

خطاب فوقيّ… وصفقات مهينة
من “أنقذنا السعودية من السقوط”، إلى “القدس عاصمة لإسرائيل شاء العرب أم أبوا”، لا تزال تصريحات ترامب تسكن ذاكرة الشعوب. لكنها اليوم لا تُذكَر كأخطاء، بل تُقدَّم كوعود انتخابية متجددة لجمهوره المتعطش للهيمنة.

“صفقة القرن”… وثيقة إذعان لا سلام
خطته المزعومة للسلام عام 2020 لم تكن سوى إعادة ترسيم للمنطقة لصالح الاحتلال. واليوم، في ولايته الثانية، تُطرح من جديد كـ”مشروع مؤجل” بانتظار التنفيذ، في ظل انقسام عربي وسكوت دولي.

الفراغ لا يُحتل بالقوة فقط
ترامب لم يفرض نفسه وصيًا، بل وجد الساحة خالية من أي ردع. غياب القرار العربي، وتفتت المواقف، وفر له العرش دون صراع. لم يُتَوج ملكًا، بل خُلع الملوك من داخلنا.

من سلّمه التاج؟
ترامب لا يصنع الهيمنة وحده. إنما يصنعها غياب الموقف، وغياب المشروع، وغياب الإرادة. فالسؤال الحقيقي ليس “لماذا يفعل ترامب ذلك؟”، بل: لماذا سمحنا نحن له أن يفعل؟

قد يعجبك ايضا
تعليقات