أحمد إبراهيم
ما أجمل الحبَّ لولا الحزنَ والضجرْ،
وأقبح البُعدِ لولا أنهُ قَدَرُ.
كلاهما فيك، إن جفَّت منابِعُه،
يبقى فؤادُك بالأوجاعِ ينفطرُ.
فحُزنُ وجهِكَ دونَ الناسِ مُزدحِمٌ،
بكلِّ ما تحتوي أبعادُها الصورُ.
كأنَّه الشرقُ حين الكلُّ باركَه،
وحجَّ فيه ضيوفُ الحربِ واعتمروا.
كأنَّه.. كلُّ خلقِ اللهِ تعرفُه،
كأنَّ فيه جميعَ الناسِ قد عبَروا.
فتمطرُ العينُ من دمعٍ مآقيها،
وتخنقُ العبرةُ الكلماتِ والفِكرُ.
كأنك البحرُ لا شطٌّ يحدُّدُه،
ولا أمانَ له، والريحُ تعتصِرُ.
تسيرُ وحدَكَ في ليلٍ بلا قمرٍ،
وفي خطاكَ صدى الأحلامِ ينكسرُ.
تبحثُ عن ضوءِ أيامٍ مضتْ عبثًا،
كأنها ومضةٌ في الحُلمِ تندثرُ.
