تقرير – ريناد حسام
في تجربة نفسية فريدة من نوعها، توصّل عالم النفس الإيطالي د. جيوفاني كابوتو إلى نتائج صادمة، تؤكد أن مجرد التحديق في عيني شخص آخر لمدة عشر دقائق قد يؤدي إلى هلوسات بصرية وسمعية، بل والشعور بالانفصال عن الواقع.
الدراسة، التي أجريت في جامعة أوربينو داخل غرفة ذات إضاءة خافتة، اعتمدت على مشاركة 20 متطوعاً طُلب منهم التحديق المستمر في أعين بعضهم البعض دون انقطاع أو رمش.
نتائج مثيرة للقلق
بعد انتهاء التجربة، أفاد المشاركون بأنهم شعروا بفقدان إدراكهم للواقع، ورأى بعضهم وجوهاً مشوهة، فيما تخيّل آخرون وجوه أقارب فارقوا الحياة. كما لاحظوا تغيّرات في حدة الأصوات المحيطة بهم، ما عزّز الإحساس بالتوهان.
“في غضون 10 دقائق فقط، بدأ المتطوعون في رؤية ملامح مرعبة ووجوه غير مألوفة… بل أحياناً وجوه أقارب متوفين.”
— د. جيوفاني كابوتو
التفسير العلمي: هلوسة ناتجة عن الحرمان الحسي
يفسر كابوتو الظاهرة بكونها نتيجة لحالة تُعرف بـالحرمان الحسي الجزئي، حيث يبدأ الدماغ في تعويض نقص التحفيز البصري الطبيعي عن طريق ابتكار صور وتخيلات. وهي حالة تُظهر مدى هشاشة إدراك الإنسان، وقدرة العقل على تشكيل واقع بديل تمامًا من لا شيء.
متى تتحول العيون إلى مرآة للهلاوس؟
يحدّد الخبراء خمس مراحل نفسية يمر بها الدماغ أثناء التحديق المطوّل:
1. تركيز بصري مطوّل وثابت
2. تعطيل تدريجي للتحليل الواعي للملامح
3. تشوه في الإدراك البصري للوجه الآخر
4. انفصال مؤقت عن الواقع
5. ظهور هلوسات بصرية وسمعية مرعبة
هذه التجربة تفتح باباً واسعاً للتساؤل:
إلى أي مدى يمكن للعقل البشري أن يخدع صاحبه؟
وهل من الممكن أن يتحوّل التركيز البصري إلى أداة لاكتشاف المجهول… أم لاستحضار الكوابيس؟
