القاهرية
العالم بين يديك

ضربةُ الغالي تُحطّم النفس

11

بقلم: رشا مصطفى شاهين

تلك الجملة من أكثر العبارات صدقًا وألمًا في آنٍ واحد.
فحين تأتي الضربة من أشخاصٍ نُكنّ لهم المحبة والمكانة العالية في قلوبنا، فإنها تكسرنا بعمق.
فأنت لا تتوقع هذه الضربة، ولا يخطر ببالك أن يصدر هذا الفعل تحديدًا من ذلك الشخص العزيز.
ولهذا يكون وقعها أضعاف الألم الذي قد تسببه لك ضربة من غريب.
وفي غمرة الصدمة، تعجز عن استيعاب ما جرى، وتقف محدقًا في عينيه، متسائلًا بلغة العيون:
“أأنا أستحق منك هذا؟”

وتظل تلك النظرة المذهولة حائرة بين الرجاء والخذلان،
كأنك تبحث في ملامحه عن تفسير، عن مبرر، عن ذرة ندم… لكنك لا تجد شيئًا.
يصمت، وكأن شيئًا لم يكن،
في حين أن داخلك ينهار، قطعةً تلو الأخرى،
ليس فقط لأنك تألمت،
بل لأنك أدركت أن من ظننتهم سندك، قد يكونون أول من يهدمك.

الضربة من الغريب تُنسى،
لكن ضربة القريب… تترك ندبة لا تُشفى،
تسكن القلب وتُغيرك،
تجعلك أكثر حذرًا، أقل ثقة، وأشد وحدة.

ومع كل مرة تتذكر فيها تلك الطعنة،
تُتمتم في صمت:
“كنت أظنّك الأمان… فإذا بك الوجع الأكبر.”

قد يعجبك ايضا
تعليقات