القاهرية
العالم بين يديك

أدرت ظهري لما يؤلمني.. فأزهرت

10

بقلم _ زينب الشريف

لم يكن الأمر فجائيًّا، ولم يكن بهذه السهولة.
أن تُدير ظهرك لما يؤلمك لا يعني أنك قسوت، ولا يعني أنكأدرت ظهري لما يؤلمني.. فأزهرت قد نسيت، بل يعني ببساطة أنك اكتفيت.
اكتفيت من محاولات الإصلاح، من الأعذار المستهلكة، من الاناس التي تُرهقك أكثر مما تُعينك، من الانتظار الذي لا يُثمر، ومن أشخاص يأتونك وقتما يشاؤون ويرحلون متى أرادوا.

ستمر بفترات تشعر فيها وكأنك تعيش على هامش الحياة. ستراقب نفسك وهي تتلاشى، وهي تُقدِّم وتُعطي وتخاف أن تُؤذي أحدًا، بينما لا أحد يخشى أن يُؤذيك.
سوف تبتسم رغم انكسارك، وتبرّر رغم تعبك، وتعتذر عن أمور لم تكن سببًا فيها… فقط لأنك كنت تريد أن تستمر في بعض الأشياء، حتى وإن كانت تؤذيك.

_ مرحلة التغيير:

ولكن سوف تأتي عليك لحظة…
لحظة ستشعر فيها أنك لم تعد قادر.
لم تعد تطيق التظاهر بالقوة، ولا التمسك بما ينهكك.
فتنظر إلى كل ما كان يسرق من قلبك، و طمأنينتك،
و… تدر ظهرك.

نعم، بكل هدوء.
دون لوم، دون رسائل وداع طويلة.
ستقرر الرحيل عن كل شيء لا يُشبهك.
أن تبتتعد عن كل من لا يشعر بك، ولا يقدّرك، ولا يراعي قلبك.

_ تأثير الانسحاب:

في البداية، ستشعر بالوحدة، بالفراغ..
لكن مع الوقت سوف تزهر.

سوف تستمع إلى نفسك، ستعيد ما فقدته من ملامحك، أقترب من ذاتك التي أهملتها طويلًا.
أصبحت أقوى، لا لأنك لم تعد تشعر، بل لأنك تعلّمت ألا تسمح لما يؤذيك أن يأخذ مكانًا في حياتي.
ستتعلم أن الاختيار الحقيقي ليس في من نبقيه، بل في من نُبعده حفاظًا على سلامنا الداخلي.

في النهاية، كن رحيماً بنفسك، ولا تتمسك إلا بأشخاص تريدك حقا، وأشياء تبعث بداخلك الأمان، والثقة، والراحة، ولا تأسف على كل راحل، فمن أختار فليتحمل اختياره؛ لذا كل ما عليك أن تزهر في كل وقت، وأي مكان.

قد يعجبك ايضا
تعليقات