بقلم: حاتم الورداني علام
في ساحة الكونكورد بوسط باريس، تقف مسلّة شامخة عمرها أكثر من 3 آلاف عام، صامدة في وجه الزمن والتغيرات، لكنها لم تكشف كل أسرارها… حتى الآن.
في اكتشاف وصف بالمذهل، أعلن عالم مصريات فرنسي عن فك شفرة سبع رسائل خفية داخل النقوش الهيروغليفية المحفورة على مسلّة الأقصر الشهيرة. هذه الرسائل لم تكن ظاهرة للعين المجردة، بل احتاجت إلى تقنيات تحليل ضوئي دقيق وساعات طويلة من التدقيق العلمي لفك رموزها.
ويُعتقد أن هذه الرسائل قد تحمل إشارات رمزية أو تعليمات طقسية كانت موجّهة للكهنة أو لحُرّاس المعابد في مصر القديمة.
المسلّة، التي نقلت من مصر إلى فرنسا في القرن التاسع عشر، تمثل قطعة نادرة من الحضارة الفرعونية في قلب أوروبا. وكان نابليون بونابرت قد أبدى اهتمامًا شديدًا بها خلال حملته العسكرية على مصر عام 1798، لكن نقلها لم يتم إلا بعد أن قدّمها محمد علي باشا كهدية عام 1830، لتُثبّت رسميًا في باريس عام 1836، في الساحة نفسها التي شهدت إعدامات الثورة الفرنسية.
يبقى السؤال الآن:
هل ما زالت مسلّة باريس تخفي رسائل أخرى تنتظر من يفك شيفرتها؟
وهل يمكن أن تغيّر هذه الاكتشافات فهمنا لما أراد الفراعنة أن يخبروه للعالم بعد آلاف السنين؟
